***الجزء العاشر ***
وصلت بنا صفحه الالم الى صفحه شقت حاجز الصمت عند ناس سنين ما نطقت شفاههم .. بدت الصفحه تشق طريقها في حياه ابطالنا .. بدت الصفحه تنشر حزنها في اعماق اهل البيت .. وصلنا للصفحه ياللي خلت ساره البكما تتنطق..ساره ياللي ما تكلمت سنين تنطق .. ساره ياللي حاربت الصمت السنين تتكلم .. ساره ياللي انحرمت من نعمت الكلام تتكلم .. ..تتكلم وتقول كلمه عمرها ما تمنت تقولها .. خلتها صفحه الالم تتنطق في وقت الانسان ياللي حبها وتمنى يرضيها وانه يسمع منه ولو بنت شفه مات.. تمنى يسمع كلمه منها هيه تبسم له .. تمنى يشوف ابتسامه طوع عمره انحرم منها .. مات الغالي وخلف وراه ذكرى لانسانه عمرها كانت تتدلع وتتغلى عليه .. بس لما وصلت بها الحاله انها توقف عند حدها ترجع الاوليه اخذه القدر منها .. بدت صفحه الالم عند ساره تتسجل بحروف عريضه ..حرف منحوته في سجل ذكرياتها .. حروف تسجلت على سجل الوقت والذكريات ياللي عمرها ما راح تتمتسح من ذاكرتها .....بدت ساره تحمل اغراضها من عالم الواقع مشان ترجع لعالم الاحزان .. الظاهر انه اجازه ساره في عالم الواقع او عالم السعاده كان قصير..موب بس قصير .. بل قصير جدا جدا ... بدت ساره تصرخ وهيه تبكي مش مصدقه الخبر .. بدت تدمع عينها وغبار سنين من الصمت بدى يطلع منها ..بحروف العذاب ياللي تخلخلت في اعماق جوارحها ..بدت ساره توقف وتطيح من هول الصدمه ..بدت تربع لامها وتمسكها من كتوفها ياللي صارت الدماء متجمده فيها من هول الصدمه .. بدت تمسكها وامها اصلا ميته وياللي ماسكها كانت شوق ..كانت امها تبكي بلا صوت .. بدت تبكي بالجثه الانه الروح بدت تتبع وتدور على من سلبها .. بدت تدور على الشخص ياللي طول عمرها تحبه وتخلص له .. بدت ساره تمسك امها من كتوفها وتهزها هيه تصرخ .. بدت تسرخ وهيه ما تحس بعمرها ..
ساره وهيه تبكي وتصرخ وهيه تهز جسد ميثا ياللي صار بلا روح ..ياللي صار بلا مطر .. ياللي بدى ينهار ..بدت ساره تهز امها وبصوتها التعبان تصرخ وهيه تقول ..: امي ...امي ابوي ما مات .. امي دخيلج قولي انكم تمثلون عليه .. امي قولي انج تمزحين ..امي دخيلج رحموا بحالي .. يا امي دخيلج قولي اني احلم ..امي دخيلج قوميني من النوم ...
بدت ساره تكلم امها ياللي خلاص اعلنت قرب رحيل روحها من جسدها من هول ياللي سمعته و حسته .. بدت تكلم امها بكلام اموات العالم تحس فيه .. بدت تصرخ وهيه تقولها كلام حتى جدران البيت اثرت الصمت و الهروب من الواقع ..حتى النور ياللي غطى البيت تمنى انه قد انطفى عشان ما يحس بقسوه برق الدموع ياللي تتسايل من اهل البيت .. بدت ساره تبكي وهيه تمش مصدق لين الحين .. عقلها الطيب وقلبها الصغير مش مصدقين ياللي يستوي .. بدت ساره تكلم وامها ولا بشوق تصرخ عليها ...
ولا بشوق تصرخ هيه متفاجأه ..: ساره .. تكلامتي .. ساره تكلمتي .. يا ساره تكلمتي .. *وتلتفت شوق صوب ميثا هيه تهزها مثل الميته في ايدينها * .. ميثا ..ميثا .. *وهنيه تبكي شوق اكثر لانه ميثا مثل الميته في ايدها ..* .. ميثا ..ساره تكلمت .. يا ميثا ساره تكلمت ..
وهنيه ترد ميثا بكلامه ثقيله على قلبها ..ثقيله على قلب شوق ..ثقيله على قلب ساره .. قالت كلمتها وهيه مش حاسه باللي تقوله ..: وشنو فياديه صوتها ومن حبها وتمنى يسمع صوتها مش موجود .. الانسان ياللي سنين يتحيل فيها تبي يسمعا رحل .. الانسان ياللي تمنى يرضيها رحل .. الانسان ياللي صبر وتعب لها رحل ..
وهنيه تنصدم ساره بكلام امها ياللي كان يتهمها في كل شي .. هذا ياللي كانت ساره تحسه ..كانت تحس بتأنيب الضمير ..تحسب بتأنيب الضمير وعذاب احساسها انها كانت تعاند و تعصي ابوها .. ونفجرت ساره بالبكى وهيه تقول .. بصوتها التعبان ..: لا .. لا ... انا ما قتلته ..انا ما قتلته يا امي .. لا ..لا ..... انتوا تدرون اني احبه ..تردورن اني احبه .. بويه ما مات ..ابوي ما مات .. انتو تكرهوني ...انتو تكرهوني
شوق وهيه عيونها غرقانه بالدمع : يا ساره رحمى حال امج .. يا ساره يكفيها ياللي فيها .. يا ساره رحمي حالها ياللي هيه تموت قدامج ولا فيكم رحمه لها .. يا ساره خافي الله فيها .. تراها ياللي فيها بيقتلها .. لا تقتلين امج بعد ما مات ابوج .. يا ساره رحمي حالها ..تراها ميته الحين من الحزن .. وانتي بتكملين عليها ..
قالت شوق هذا الكلام هيه بروحها تشوف قصه شوق تتكرر ..تتكرر على اغلى انسانه عندها ..تتكرر على بقايا اهل ..تتكرر على توأم روحها ..تتكرر وتشوف ميثا بصوره شوق ياللي سنين هيه تذوق العذاب انواع .. بدت شوق تنادي .. تنادي وقلبها يعتصر ...ليش يا ربي .. ليش يا ربي .... في هذي اللحظه حس فارس بضيقه في صدره .. بدى يسمع كلام تسلل لخاطره .. تبدى نسمه يضيق .. بدت انفاسه تضيق .. قام فارس وبند مكيف السياره .. ونبد سياره خليفه وطلع منها ..طلع هوه يرمي شماعه او غترته في السياره .. رمها ونزل من السياره مشان يلقط النفس بعد ما حس بضيقه في صدره .. طلع وكان النسيم العليل يلعب بشعر فارس الناعم الحالك السواد .. بدت تنفس بصعوبه .. استغرب فارس هذا الاحساس وخاصه انه احساس مألوف عنده .. بدى ينفس فارس بعمق لين سمع صرخه في البيت .. سمع صرخه ولا عرف شنو سببها ..
ما درا نفسه فارس غير انه امبطل الباب على الممر ياللي كان يجمع باب الصاله الرئسيه والمجلس وغرفه الطعام .. فتح الباب ولا بخليفه طالع من الصاله الرئسيه ويرتمي في صدر فارس هوه مش حاس بنفسه .. ارتمى خليفه في صدر خويه ياللي كان مثل اخوه .. ارتمى هوه نفسه يخفف عنه ثقل احزانه .. فارس ما عرف سر حضن خليفه له وهو يبكي .. مسك فارس راس خليفه بكل لطف وحنان وبدى يشوف ادهش موقف في حياته .. بدى يشوف الانسان ياللي طول عمره مرح وفرحان يبكي .. بدى يشوف دموع الاسى والحزن في وجه خليفه .. بدى يشوف دنيا من الاحزان في عيون خليفه غرقانه في دموعه .. قرق علم السعاده في عيون خليفه بدموع الاسى والاحزان ..... بدت نبضات فارس تزيد ..بدى يمسك خليفه ويحظنه بكل ود وحنان ..بدى يحظنه وهو يكلمه ويطيب خاطره ..فارس ما عرف شنو القصه .. ثقل دموع خليفه اثقلت خاطره .. ما عرف شنو يقول .. واي كلام يقوله مشان يواسيه .. فارس مش عارف السالفه ..
فارس وهو يحضن خليفه يمسك بيده راس خليفه وهو يمسح راسه ..: بسم الله عليك يا صاحبي ..شنو فيك .. وش ياللي يبكيك ..
خليفه يلتزم الصمت وهو ما يعرف كيف يقول الكلمه ياللي ما تمنى في يوم انه يسمعها ..: ابوي يا فارس ابوي .. *وهنيه ينفجر خليفه بالبكى مشان يقول الكلمه ياللي صعبت على لسانه قولها .. قالها بس بدموعه وعبرته ياللي خنقت خويه فارس .. قالها بالعبره ياللي ما قدر فارس يخففها من خويه ..*
بدى خليفه يبكي بحزن عميق لدرجه انه فارس نفسه بدت عيونه تدمع على شوفه الانسان اللعوب اللمرح دايما ياللي يشجع الناس بابتسامته يبكي .. بدى خليفه يبكي في صدر خويه لين بدت كلمات من فارس تطلع مثل قطرات الندى على نار احرقت غابه السعاده في عالم خليفه .. بدت الكلامت تطلع من فارس مثل الدرر في البحور الغميقه ..
بدى فارس يعزي خليفه بكلمات تبرد خفوق الواحد حتى ولو فيه هموم العالم ...بدى فارس يقول لصاحبه كلام في الوقت ياللي يصعب على الواحد يختار كلماته ..بدى فارس يزيد في كلامه وهو يقول لخليفه: ..افا يا صاحبي .. في هذا الوقت ياللي العالم تنتظر منك انك تكون خليفه ابوك...ما تبكي وتترك اهلك بروحهم .. يا اخوي لو ابوك شاف ياللي تسويه الحين ما راح يرتاح في ترابه .. يا خليفه صرت انته المسؤول عن البيت ..عن امك ..عن اختك ياللي ما تقدر حتى انها تنطق بكلمه .. يا خليفه .. اذكر الله .. ادعي الابوك .. بكاك ونحيبك ما راح ينفعه .. ما راح ينفعه غير دعاك له بالرحمه .. يا خليفه شوف حالت امك .. هيه ياللي تترجى منك انك تكون عونها وسندها ..هيه ياللي تتمنى منك انك تكون العمود الاساسي ياللي يثبت صبرهم ويقوي عزايمهم على هذي المصيبه بعد ابوك الله يرحمه.. يا خليفه تذكر لو انه ابوك حي شنو بيقول لك ..
قال فارس هذا الكلام ياللي فتح كتاب ذكريات خليفه على كلام ابوه ..الكلام ياللي قاله له يوم بكى انه جرح اخته ساره في المجلس .. تذكر قوله انه لو ما صبر وثبت ما راح يشجع اهله ..ما راح يكون العون والسند لهم في محناتهم .. بدت كلمات فارس تثبت اركان خليفه بعد ما زعزعها اعصار الصدمه ..بدت تثبت اركانه حتى انفجر مره ثانيه قدام فارس هوه يبكي .. ما قدر...ما قدر يثبت..ما قدر يتحمل .. الظاهر انه خليفه لين الحين في عين الاعصار .. من الصعب انه يطلع منه .. الظاهر انه خليفه من مركز البركان .. ما يعرف كيف يطلع منه ..تايه ..خايف ... ميته روحه .. وفجأه يسمع فارس صرخه من داخ البيت تنادي .. سمع فارس الصرخه تنادي خليفه ..تنادي بانه فيه انسان ناوي يتبع ابوه .. التفت فارس ولا بخليفه بدت اعصابه تنهار ..بدى خليفه تنزل شوي شوي من على صدر خويه ..بدت قواه تخور .. ما قدر يحمل نفسه ..بدى ينزل لين جلس على الارض وهو يبكي .. بدى يبكي لدرجه انه فارس ما عرف شنو يسوي ..ما درا فارس بنفسه ولا داخل البيت بعد ما سمع الصوت يقول انه ساره بتقتل نفسها وبتنتحر.....
دخل فارس ولا بمنظر مروع .. بمنظر ما لام خليفه على انه خارت قواه .. شاف منظر ما يساعد الانسان انه يتحمله و هوه يشوف اهله متحطمين قدامه ..متوزعه جثثهم في كل ركنه في البيت ..متوزعه في كل زاويه ..بيت انملى بالجثث ياللي توزعت كلٍ تطلب من الله الصبر والرحمه ... جثث متحطمه ..جثث عايشه بلا روح .. جثث ينبض قلبها بس بدون دماء...ما درا فارس ولا بميثا على الارض شبه ميته .. وحرمه ثانيه *ياللي هيه شوق * ماسكه ساره ياللي كانت ماسكه سكين الفواكه ياللي كانت على الطاوله ياللي جنبها و تحاول انها تقطع رقبتها بسكين الفواكه وشوق خالتها قابضتها ..بدت شوق تتعب من مسك ساره .. ما عرفت شنو تسوي ..بدت تصرخ
شوق وهيه قوها تخور قدام قوه ساره في انها ودها تموت تتبع ابوها ..بدت شوق تصرخ ..: خليـــــــــــــــفه ..!! ..يا خليفه الحق ..اختك بتقتل نفسها .... *وفجأه ننفجر شوق بالبكى* ..حرام عليج يا ساره .. بتروحين النار...الانتحار حرام .. يا ساره خافي الله ..يا ساره الانتحار حرام ..حرام ..حرام .... يا ساره هذا قضاء وقدر ..
وساره تحاول تاخذ السكين ياللي كانت في يدها مشان تقطع رقبتها ابها .. ساره تمنت الموت ولا انها تكون حيه تشوف جثه ابوها قدامها خليه من انواع الحياه.. تمنت السكين تقطع رقبتها ولا شوفها لابوها تقطع قلبها ..تمنت السكين تقطعها ولا منظر ابوها الميت تقطع كل انواع السعاده في حياتها .. بدت ساره تحارب شوق ياللي مسكينه حاولت تمنعها بكل قوتها ولا بساره تدفع شوق بقوه وفي لمحه بصر يلفي طيف لطالما تمنت ساره اتشوفه ..ما درت ساره ولا بفارس ماسكها من ايديها الثنيتن... ابتهتت ساره من منظر فارس ياللي كان ممزوج من الحزن والغضب في نفس الوقت .. ابتهتت لدرجه انها ما عرفت شنو تقول ولا شنو تسوي .. بدت تجاوب غضب وحزن فارس بدموعها الساحره .. بدت تجاوب على غضب فارس بدموعها المالحه ياللي املح من ماي البحر..بدت ساره تجاوب كل شي بدمعه تكفي عن كل سؤال.. فجأه لتفت فارس صوب شوق بلمحه بصر تلاقت فيها العيون .. تلاقت عيون فارس بعيون شوق .. وقفت ساعه الزمن .. وقفت لتعيد في شوق صوره سعيد .. وقفت ساعه الزمن لتعيد في قلب فارس البوم ذكريات كان ممسوح من ذاكرته ....وقفت ساعه الزمن لفتح باب الامل من جديد لشوق .. وقفت الساعه لتعيد لفارس ريحه انسانه كان قد شافها في مكان ..طيف كان في المنام يزوره .. طيف في كل مكان معاشره في كل جزء من حياته .. وقفت الساعه مشان تشوف شوق صوره سعيد في شخصيه ما عرفتها .. ما حستها ..بس قلبها بدى ينبض بالامل من جديد .. وقفت ساعه الزمن مشان تقّلب في سجل ذكريات فارس صور لوجوه بشر كان في يوم عندهم .. وقفت الساعه هيه تعيد لشوق صوره من صور سعيد .. بس بصوره انسان اكبر في شكله .. وقفت ساعه الزمن وهيه تعيد في البوم ذكريات فارس اصوات لبشر كانوا يغلونه ويعزونه .. بدت بعض الذكريات تنعاد لفارس .. بدت بعض الامال ترجع لشوق .. بدت انوار الامل ترجع لشوق .. ذكريات في منتهى الروع في زمن غايب في صفحه فارس بدت ترجع له .... رجعت ساعه الزمن مشان ترجع للوقت على وعسى قلوب الحبايب تتجع على بعض ..عسى احزان الوقت تنتهي .. رجعت الساعه وهيه بالامال والمستقبل المفرح تعود لشوق ... رجعت الساعه وهيه ترجع لفارس ذكرياته ياللي ارتسمت له من شاف عيون امه شوق ياللي ما عرفها .. بدت رموش شوق تكتب حروف الذكريات ياللي امتسحت من خاطره تتخطط في شريانه .. بدت الساعه ترجع لشوق سعيد الصغير بس بصوره لانسان كبير .... بدت الساعه ترجع وترجع لفارس ذكريات من زمن ممسوح ما درابه وين كان او متى كان ..... اعلنت الساعه دقتها انها الحين في منتصف الحدث مثل ما تدق في تمام منتصف الليل ... بدت ساعه الزمن تتوعد لشوق انها تعوضها سنين الحرمان بعد ما ضاعن عليها سنين العمر ...رجعت الساعه الزمن للحاضر ياللي وقف فيه فارس مثل الميت ما عرف شنو استوى فيه .. بدت شوق ما تعرف شنو تسوي ما عرفت ياللي استوى فيها ... ماتت اعصابها ...ماتت كل الاحزان مره وحده .. وفجأه بدت ساره تتحرك بقوه تبا تخلص على نفسها وفارس متجمد مكانه ما عرف شنو ياللي استوى فيه .. بدى يتجمد وهو يشوف عيون كان لها احلى ذكريات ..بس ما تذكر وين ومتى ... وفقت شوق تتمنظر في فارس لمده هيه طايحه على الارض بعد ما دفعتها ساره ويهيه تريد تقتل نفسها ....وقف فارس وهوه يشم ريحه انسانه عزيزه عليه .. ماعرف ليش هذا الغلا طلع مره وحده ...... بدت اللحظات تمر على شوق وفارس والكل ينظر للثاني وهو يعيد احلى ذكرى له .... بدت الاحداث ترجع لهم بعد ما وقفت اعصابهم من تخالط النظرات ومن هول الصدمه ياللي كانت فيهم...... بدت شوق تسحب جيوش الذكريات من ساحه الواقع وهيه تتذكر وعدها ...تتذكر انها قدمت كل ذكرياتها للحاظر مشان يذبحها ويقدما اضحيه للمستقبل .... بدت شوق تسحب كل جيوشها معلنه استسلامها قدام وعدها .... سحبت كل جندي من الذكريات مشان ترجع للحاظر ياللي طول عمرها تتهرب منه وتكرهه ... رجعت وخلت في نفس فارس البوم الذكريات تشتغل .. يرجّع صور لطيوف قد مروا عليه بس مع الزمن امتسح من صورهم الشي الكثير ... بدت عيون شوق العسليه ترجع لفارس كثير من الاشياء ... بدت عيون شوق ترجع في فارس اصوات لابشر مر عليهم الوقت ومسح نص نغمه اصواتهم.... انسحبت شوق بس ما سحبت جواسيس الذكريات في نفس فارس ...... بدت المشاعر تضطرب في داخل فارس ....بدى يسأل نفسه عن ياللي بدى يشوفه .. عن ياللي بدى يحسه ...هل كل هذا من كثر الصدمه ياللي بدى يشوفها ........
بدت ساره تهتز بقوه .. تبى تتخلص من الروح لانه صاحب الروح مات ....ياللي تعلقت به الروح مات .... بدت شوق تتجمد مكانها تشوف لحظه حرمان جسد من روحه ... بدت تشوق ساره تبي تنتحر وفارس الطيف الغريب ماسكها هو متجمد مكانه وعيونه العسليه في عيونها العسليه ...... تشوف ميثا جثه ميته ما فيها شي من الحياه غير انها تذرف دموعها ..........بدت شوق تنتظر لحظه ما كانت تعرف شنو سببها.... رجع فارس للواقع وهو في خاطره وده يعرف سبب اندثار الذكريات في خاطره مره وحده ......رجع ولا بساره في مكانها تتحرك تبي تنتحر ...... رجع ولا هوه ماسك ساره الملاك ياللي في غمه الجمال حتى هيه تبكي تبي تقتل هذا الجسد ياللي في قمه جماله حتى ولو في حزنه ..... بدت ساره تنهبر بوجود فارس اكثر واكثر ...بدت روحها تتعذب انه ياللي ملك روحها موجود قدامها ..هل هيه في حلم ولا في علم .... بدت ساره تمسك السكين بقوه وهيه الحين نفسها تقتل نفسها لانها تعبت اكثر من الدنيا ... فارس كان جامد مكانه ما يعرف شنو يسوي ... شنو يقول ولا كيف تيصرف .. .كيف بيكلم انسانه ما بترد عليه ولو بننت شفه .. كيف بيتفاهم عندها لو ما عرف سبب احزانها....ما درا فارس غير بحاجز الصمت ينفجر قدامه وتطلع كلمه ثقيله من ساره هيه تصرخ في حلقه ...
ساره بصوتها الحزين التعبان ...: خلني ...خلني اقتل عمري ....ما ابا اعيش .. ابا اموت ......
ما درا فارس غير نفسه لاطم ساره بطراق قتل كل حاجر الحزن في نفس ساره ..... ما ردت ساره غير بالطراق في خدها الثلجي يعلن ذوبان ثلوج في خوافيها ... لطمها فارس بطراق حتى خلها ترجع للحاضر حتى تفكر باللي بتسوي ..بدى فارس يبث شعاع الامل في نفس ساره بكلامه .. بدت سحاحيب فارس من الامل تمطر على سهول ساره ياللي بدت تحترق من الحزن على موت ابوها ........... بدى النور ينولد في داخل ساره وفارس يقول كلامه ..كان فارس يوق كلامه وهو منبهر باللي يشوفه ...
بدى فارس يقول كلامه وهو وجهه من قلب لغضبان لحنون ..... : ليش يا ساره .. ليش ... !!!! .. ليش تبين تقتلين نفسج ..... شنو الفايده ...... بدل لا تدعين له وتترحين له تقضين على حياتج !!!!.. شنو بيستفيد ابوج لو سويتي انتي جيه .. شنو بتسفيدين انتي لو تسوين جيه .... شنو يضمنلج انج بتكونين معاه .. ما تديتي انج بتكونين في النار .. فكري في ابوج .. شوفي حاله ونفسيته لو كان حي شنو بيكون شعوره ويشوف بنته حبيبه قلبه تنتحر ... هل بيكون فرحان ..هل بيرفتخر بتربيته لج انج قتلتي نفسج من الحزن .... هل هذي تربيته مطر فيج يا ساره .. هل هذي تريته فيج .. .متى بتكبرين وبتصيرين كبيره في عينه هوه ميت .. انتي غاليه في عينه وهوه حي فلا ترخصين نفسج في عينه اهو ميت ... لو ما كان على شان خاطره .. على شان خاطر امج ..شوفي حالتها .. شوفي لين وين وصل بها اليأس .. لو ما وقفتوا انتي وخليفه جنبها من بويقف جنبها .. لا تقولين انه ابوج موب غالي عندها بعد ..هيه عاشت معاه من بدايه الطريق .. هيه الحين بتكمله بروحها ... رحمي بحالها.. شوفي مشاعرها ..هيه تحتاج لكم في هاي اللحظه اكثر من قبل .. لا تضنين انه خلاص .. انتي ياللي تحسين وغيرج ما حس ... شوفي حالت خالتي ياللي بروحها تتحمل كل المصايب وهيه تقوي وتصبر نفسها .... ليش ما تحسين في غيرج يا ساره .. حتى ولو ما حسو فيج ..حسى انتي فيهم .. هل تتوقين ابوج بيفرح لو شافج جيه بهاي الحاله .. ولا بيفرح يوم بيشوفج قويه في محنتج الثانيه ..... وبيفتخر انه هذي تبريته .....فكري كيف بيكون شعوره انتي تقوين وتوقفين على ريولج قدام الصاعب وتعزين اهلج ولو بكلمه منج ...
بدت كلمات فارس مثل المياه البارده للهيمان في عز الصيف هوه تايه .. بدت كلمات فارس مثل الماء تروي عطش قلوب حايره ..بدت الكلمات تنعش اجساد هلكها الحزن .. اخذت ساره ترجع لعالم الواقع مشان تثبت وجودها ..تثبت غلى ابوها في قلبها ..بدت ساره ترجع وهيه تفكر بكل كلمه قالتها شوق .. قالها خليفه .. قالتها امها .. في كل كلمه قالها حبيب روحها فارس .. فجأه بدت ساره تبكي بهسيريه .... بكت وارتمت لاول مره في حضن انسان حبته وهيه تتمنى قربه .. بدت تحظنه هيه تبكي بعمق.. اتربك فارس .. ما عرف شنو يسوي .. ما كان وده يحضن ساره .. بس حزنها ومأساتها خلاه يضمها بين احضانه ...... بدت ساره تبكي هيه ما ترف سبب حضنها لفارس ... هل لانها تحبه ولقته في وقت الحزن اول انسان في جنبها يواسيها .. ولا هيه لا شعوريا حضنته وتمت تبكي في حضنه لانه كلامه كان الشافي لبعض جروحها ياللي بدت تنزف ... بدت ساره تحضن فارس وشوق منصدمه من وجود فارس في بيتهم . بدت شوق تشوف ملاك يشق ظلام حزنهم وينور لهم دربهم .. بدت شوق تشوف الطيف يختلف لملاك حنون يحضن بين جاونحه انسانه اهلكها اليأس وبنا اساس قوي من الاحزان في داخلها ..بناه اليأس وثبته .. لين جت اللحظه ياللي خلت الملاك هذا يهدم كل ركنه كل زاويه يأس في حياه ساره ..بدت الاركان تتزحزح من طريق ساره وتثبت شوي مشان خاطر ياللي يحبونها ...بدت كلمات فارس تسير وديان من الصبر في اعماقها بعد ما جفت اخر قطره صبر ونبتت اشجار اليأس في داخلها .. بدت وديان الامل تقلع اخر جشره يأس غرست عروقها في قلب ساره .. بدت الامال تتجد .. وفجأه حست ساره بيدين انسان يبعدها عن جسده .. شافت فارس يبعدها عن جسده هوه يناظرها بعيونه الحنونه وهو يقولها ..
فارس ... هوه بروحه متماسك قدام ساره لانه بعد هذي المصيبه مست خويه ..: ساره ..سيري تبلبسي .. وحطي شي على راسج ... لانا بنسير للمستشفى مشان لنشوف الوالد .. كوني قويه .. تراها هذي اللحظه الوحيده ياللي تقدرين تودعين فيها باوج ..
بدت ساره تبكي بس بدموع خفيفه وونين خفيف .. هزت ساره راسها وطلعت للسلم وفارس يشوف هذا الملاك يصعد السلالم كنه نور توزع على البيت .. بدى يشوف ساره هيه تطلع على السلام هو نفسه مش مصدق انه شاف ساره بدون شيله ولا شي .. بس اهوه ما كان قصده .. صدفه جمعته بساره خلته يشوفها .. كانت ساره في غااااااااااااااايه الروعه .. كانت تسلب قلوب الناس بابتسامه وحده ما بالك هيه ناثره شعرها الطويل الكثير ياحالك السواد على شان يسامحك اللهي جسدها ياللي غطته ملابس واسه للغايه ....... طلعت ساره وفارس موب مصدق ياللي يشوفه .. طلعت شوق جامده مكانها .. ما تعرف ياللي اتسوى فيها ..هل هيه بسبب الصدمه ولا بسبب شوفه فارس ياللي اثار غريزه الامومه في قلبها مره ثانيه ..هل هيه احلام الام ياللي بدت تتنشط في احضانها .. لا هل هيه الظروف الصعبه ياللي بدت تمر عليهم خلتها تحس باحساس غريب .... بدت شوق مثل الجامده قدام فارس ياللي هوه نفسه ما عرف شعوره وهوه يناظر في شوق ياللي كانت مرمايه على الارض بعد ما دفعتها ساره ...وصل فارس قدام شوق هوه يعرق وينشف .. ما عرف سبب شعوره .. اول ما تقرب منها ومد يده عليها هوه يقولها ..
فارس ..: خالتي .. سلامات ..عسى ما جاش شي ..
ولا بفجأه شوق تربع لغرفتها هيه الثانيه .. ربعت لغرفتها هيه تبعد شعورها بانه هذا ولدها .. بدت شوق تقتل شعورها انه هذا فارس .. بدت شوق تخنقها العبره لين وصلت غرفتها ونفجرت بالبكى مره وحده .. كانت تتذكر العهود والوعود ياللي قطعتها على نفسها .. كانت تتمنى انها بقدر تنسى ..بس هذا الشاب ياللي برى خلها تعيد كلها ذكرياتها .. بدت شوق تمسك على اذنها هيه تسمع صوت فارس يقول لها كلامه .. بسدت تمسك وتسد اذنيها من صدى الصوت ياللي وصل لاعماقها ..بدت تسمع كلمه "خالتي " .. "خالتي " وتترنن الكلمه في خاطرها .. ما عرفت سببها .. وفجأه تذكرت انه ميثا تحت .. ومكن هيه الثانيه تقتل نفسها .. ومسك شيلتها شوق تتغشى .. تنزل هيه تشوف خليفه توه داخل على الصاله هوه يمسك امه ويحاول يعزيها .. ولا بالطيف مش موجود .. بدت شوق تفكر هل هوه حلم ولا علم .. هل هوه خيال ولا واقع .. بدت شوق تفكر لين سمعت صوت باب غرفه ساره يتبطل .. ولا بساره متلبسه مشان تطلع .. ربعت شوق لغرفتها وجابت عباتها .. نزلوا تحت ولا بخليفه يحاول يوقف امه ميثا ياللي صارت متحطمه بالحيل ..... تطلعت شوق يمين ويسار تتشوف للطيف .. بس الظاهر انها كانت بس تحلم .. بس كيف تحلم وساره عايشه وهيه جنبه بعد ما رمتها على الارض .. الظاهر انها ما تحلم .. وانها كانت في عالم الواقع .. بدت تتشوف لكل شي بس الظاهر انها صج كانت تحلم .. ولا تتذكر انه ميثا موب لابسه لا عباه ولا شي غير قلابيه النوم .. وتلتفت شوق صوب ساره ياللي بدت عيونها تدمع ...
شوق .. هيه مستعجله ..: ساره ..ساره ..هاتي عبايت امج وشيلتها ..يالله بسرع.. *وتلتفت شوق صوب خليفه ياللي مسك امه وعيونه ما بردت من الدمع * .. خليفه ..تعرف وين نقلوا ابوك ..
خليفه هوه يمسك عمره من البكى ..: هيه .. اعرف .. شلوه لمستشفى المرفق .. ويقولون عنده كمن واحد .. ..
في هاي اللحظه ربعت ساره لغرفه امها مشان تجيب لها عبايتها وشيلتها ..
شوق ..: كيف كمن واحد .شنو القصه .. شنو السالفه .. !!؟.؟؟
خليفه ..وهو كنه السالفه تقطع قلبه .. : يا اختي موب وقته .. انتي ساعديني اشل امي للسياره .. تراني ما اقدر اشل نفسي الحين ..
ولا بساره توصل وفي يدها العباه و الشيله .. لبسوا ميثا هيه مثل الجثه في يدهم .. بدت تتمايل مثل الجثه الميته ....لبسوها الشيله والعباه ياللي تشبعوا بعد دموع ساره بدوا يتشبعون بدموع ميثا .. طلعوا بلا بالطيف موجود تحت ينتظرهم .. وصلوا ولا الطيف يلتقي لخليفه هيه ويقوله ..
فارس ..: خليفه وين السويك .. وين السويك ... كان عندي من فتره ..
خليفه ..:عندي ..عندي اسويك سليته بعد ما طاح منك .. بس انا ياللي بسوق .........
فارس وهو متشدد ..: لا والله ما بتسوق .. انا ياللي بسوق .. عنبوه تبقتل اهلك لو تسوق انته وخاصه وانته بهاي الحاله ..
بدت شوق تتذكر نظرات روجها المتوفي حمد وحركاته في الشخص ياللي قدامها ..بدت تشوف نفسه النظره ياللي كانت في عيون حمد يوم يتشدد او يغضب .. وفقت وهيه تشوف قدامها انسان موب غريب عليها .. مسكت شوق على قلبها هيه تشم نفسه الريحه ياللي هذاك اليوم ياللي كانت فيه عزيمه الجماعه في بيت ميثا .. بدت تحس بنفس الاحساس ... وفجأه تسمع شوق صوت تعبان يقول لها ..
ساره هيه تسعل لصعوبه الكلام ياللي طلع منها ....: خالتي ..كح ..كح .. يال..كح ..كح .. يالله ..كح
وانتبهت شوق انه الارهاق في عيون ساره قد بدى ..
ولا بفارس فجأه ياخذ مفاتيح السياره من خليفه ياللي بدى يحاول انه يسوق مشان يسرع ..بس فارس بعقله وفهمه لوضع خليفه التعبان نفسيا ما خلاه ..بدى يهديه وياخذ منه مفاتيح السياره ويطلعون .. وفي السياره ..كان فارس هيه ياللي يسوق ... وخليفه راكب قدام جنب السواق .. وراى فارس ياللي يسوق شوق امه ياللي كانت تناظره من المنظره القداميه ..هيه تتمعن في هذا المخلوق .. وكانت في النص ميثا ياللي بدت تتمايل من الصدمه بين شوق وساره ياللي كانت جنب الباب وياللي كانت ورا خليفه ....
بدت فارس يسوق بسرعه .. بس موب جنونيه لانه هوه نفسه ما يبى شي موب زين يستوى لاهل البيت غير ياللي اتسوى فيهم..... بدى يسرع ويحس في خاطره انه كانه احد يطلع فيه .. وفجأه يناظر فارس في المرايه ياللي يقدر منها السواق انه يشوف ياللي وراه ..لاحظ انه عيون شوق من ورا النقاب ياللي تلبسه تتمعن فيه .. تتمنظر وتركز فيه .. بدى فارس مني داعي الشوق يناديه .. داعي الذكريات يداعيه .. ومني موب مرتاح لنظرات شوق ياللي كان تركز فيه بنظرات غيربه فيها شاي من الاحزان او التسؤولات .. بدت شوق تملى عينها بشوفه فارس ياللي ما عرفت من وين الله جابه لها .. بدت تناظر .. هيه ماتعرف من وين الله بعثه لهم في هذا الوقت العصيب مشان يكون البلسم لبعض احزانهم ........
طول الطريق كانت شوق كانت تشم ريحه ولدها.. بس هذا ولد ناس ياللي قدامها ..هل بدى احساس الامومه يخونها..ولا هيه خلاص بدت تحطم العهود ياللي قطعتها على نفسها .. بدت شوق وحاول انها تنسى .. بس ريحه هذا الانسان موب قادره تبعدها من خافي جروحها .. شي غريب في هذا الانسان .. بدت تركز اكثر واكير لين حست انه فارس تضايق من نظراتها يوم انه قلب المرايه ياللي تخليها تشوفه لطرف ثاني .. قلبها فارس وهو ما كان يقصد انها تلتفت على ساره ياللي كانت طول فتره الطريق مأثره الصمت وتتشوف على الطريق المظلم .. بدى شعور غريب يجري في فارس .. كان يشوف انسانه بدت تناظر للظلمه ياللي برى .. بدى يناظر للظلمه هوه يحس انه فيه شي في هذي الانسانه متغير .. كانت تظرتها في المره الوليه ميته بالروح .. وفي هذي المره بدت الاحزان تطلع من عيونها .. يعني رجعت الحياه لها .. بس بحزن عميق داخلها ....ما درا ولا بساره تقلب نظرتها من العالم المظلم ياللي برى صوب المرايه وفجأه تتلاقى العيون .. تلاقت عيون ساره بعيون فارس ياللي ما كان يقصد انه يناظرها.... وفجاه يقلب فارس نظره للطريق ولا رجع وناظر المرايه .. كان هوه يطلع الطريق وساره تشبع عيونها ياللي بقى لها من امل.. كانت تفكر في ياللي كان هذيج العيون العسليه من كلام غير ياللي نطق به لسانها ..بدت التسؤولات في خاطر ساره تكثر .. ليش هيه نسيت كل شي وحضنته .. ليش اتمت في حضن انسان غريب هيه تقشعر لا من لمسى اغلى البشر .. ياللي هوه ابوها .. كيف ما مسكت نفسها .. بدت تلوم ساره في نفسها هيه موب عاجبها تصرفها ياللي سوته .. بدت تقول في خاطرها ..انه بيحسب انها من النوع ياللي موب مثل بنات الاوادم .. بدت تحس بتأنيب الضمير .. بدت تحس بالغباء ياللي كانت تسويه يوم حاولت انها تقتل نفسها ....
وفجأه ولا هم واصلين للمستشفى .. وصلوا .....والكل بدت اعصابه تتجمد موب مصدقين انهم بيشوفون مطر ... وصلوا ونزلهم فارس في قسم الطوارئ .. ما كانوا ودهم ينزلون مشان ما يشوفون جثه مطر .. بدى خليفه يفتح بابه بثقل .. لدرجه انه فارس حاس انه خليفه شايل جبال من الهموم بصدره .. شاف ساره تنزر هيه ترتجف .. ما ودها تدخل .. ماودها تشوف ابوها ياللي طلع كله حياه وحيويه جثه ما تتحرك .. بدى يشوف شوق تنزّل ميثا ياللي مثل الجثه في يدها .. تمشي ولا حياه امبين في جسدها ياللي بدى ينهار كل لحظه كل ثانيه ... نزلوا خليفه وهله والهلاك من الحزن قرب منهم كلمهم .. بدت شوق تسند ميثا ياللي بدت تتمايل من زود التعب والبكى والحزن ... فارس ما تحمل يشوف الكل ميت.. .طلع بسياره خليفه لودور لها بموقف ... طلع من الموقف ودخل الطورائ وشاف ولا واحد وقام سأل عن مطر .. الكل جالس في الكراسي يبكي والكل يريد من الثاني انه يرحون بداله مشان يسألون ..ما لقي فيهم من ينبظر بالصبر والحياه غير هذيج الحرمه ياللي كل ساعه تسند واحد طايح من الحزن .. طلع فارس للاستعلامات ....
ما لقي احد موجود لانه نص الليل ولا فيه احد مداوم هذيج الساعه .. المناوب طلع شكله مكان .. وفجأه يمر دكتور على فارس وناديه فارس ...
فارس وهو يأشر على الدكتور ..: دكتور .... دكتور .. لو سمحت ..
ويوقف الدكتور ياللي كان حامل في يده بعض الملفات وكوب شاي في يده الثانيه ...: نعم يا اخوي .. امر ..!!!
فارس ..: اخوي .. وصلتنا مكلمه عن وفاه قريب لنا ...ونبي نعرف الموضوع بالضبط .....
الدكتور ..وهو يأشر على الاستعلامات .. : اخوي اظنك تبي التستعلامات .. هذاك مكانها ..*اشر على الستعلامات ولا الاخ المناوب مش موجود* .. اوه ..كله طلع برا ..خلني اشوفه لك ..
فارس هو مستحي من الدكتور ..: انشاء الله بس ما اكون باخرك عن شغلك ..
الدكتور بابتسامه ..: لا والله يا اخوي .. مشي شغله .. توني ماسك زامي .. لا تخاف .. المهم انا نكون قدمنا لك مساعده ...
فارس .. : الله يسلمك يا رب .. وما تقصر .. وانشاء الله لك الاجر يا اخوي .........
الدكتور : لا افا عليك ...
وطلع الدكتور للمكتب .. وطلع لبعض الغرف ولا حصل المناوب .. ويرجع الدكتور وهو يقوله
الدكتور : ..اخوي لو تقولي شنو القصه يمكن اقدر اساعدك ..
فارس .. وهو حزين ..: يا ريتني يا اخوي اعرف القصه ..كل ياللي اعرفه انهم اتصلوا بخويي وقالوا له انه ابوه مات وهو في هذا المستشفى ..
وفجأه يسمع فارس صوت صرخه .. ما عرف شنو ياللي استوى في قسم الطوارئ ...وطلع فارس مسرع على باله انه ميثا ولا ساره سوو بنفسهم شي .. ولا بهذيج الحرمه الكبيره في السن تبكي وتصرخ .. وماسكينها ناس كنهم عيالها ..
شاف فارس العيوز تنهار بنفس المشهد ياللي عايله خليفه استوى فيهم .. بدت الاسئله تحتار في خاطر فارس .. ما عرف شنو ياللي استوى فيهم .. ويشوف الحرمه تبكي بمراره كنه حبيب وعلى غالي مات لها.. بدى يسمع الكرمه تقول ..
الحرمه وهيه منهاره اعصابها وتبكي بهستيريه ..: من ليه غيرك يا مبارك .. يا من يفرحني عقبك .. وا ويلي ويلاااااااااااااااااااااااااااه .. مباااااااااااااااااااااااارك .. مباااااااااااااااااااااااااااااااارك ..
وتطيح الحرمه ويشلها واحد من الشباب ياللي كانوا عندها هو يقولها ..: حرام عليج يا امي ..حرام عليج .. يا امي ذكري الله .. ولدج ما راح ينفعه صريخج وبكاج ..والله عطاج اياه والله خذه ...
بدت كلمات الشاب في امه تاثر مره ومره تلعب بامه الاحزان وهيه تصرخ .. : ما ليه غيره .. هوه الغالي .. هوه ياللي يعرف يضحكني .. *وبدت الام تنادي بصوتها قدام الخلق وهيه تمد يدها للغرف ياللي كانن قدامها ..* يا مبارك ليش رحلت قدام امك .. ليش سرت ولا خلتني افرحبك .. ليش رحلت وانته لك كل الغلا.. يا مبارك خذ من عمري وانابعطيك ما بقى ..بس ارجع ..ارجع وانا لك اكون فدوه يا وليدي ..
وفجأه هلت من عيون فارس دمعه حاره بدت توسم خدوده البيضا .. بدى يحس بغياب الاهل .. بدى يحس بقيمه الام ياللي انحرم منها.. هل يا ترا امه بتبكي عليه هالشكل لو هيه فقدته في يوم .. هل بتحاتيه وبتناديه .. بدى يسأل فارس نفسه وما درا انه امه سوت اكثر من كذيه .. ما درا انه هذي الحرمه على بعض سنه بتهدى اعصابها بترضى بالامر والواقع .. ما درا انه شوق ياللي هيه امه 15 سنه هيه متعذبه تباه يرجع لها .. ما درا انها تناديه على كل لحظه على كل ثانيه .. ما درا اصلا انها جنبه .. حس فيها بس ما عرف نوع الاحساس ياللي يحسه الانه حسه في ظروف كانت محزنه .. كان يسحب انه ياللي يحسه من اثر حزن خويه خليفه .. ما عرف ياللي كان يحسه .. بدت الام تبكي وفارس يردد الونه في خاطره .. وفجاه بدى تسال منو هذا مبارك ياللي الكل بدى يبكيه .. هل هوه ولدها ..وشنو قصته ..
وفجأه لقى ساره تربع صوب اللفت .. وراها خليفه .. وتسبقهم كلهم ميثا ياللي فجأه دبت الحياه في حنايا ضلوعها .. شاف الحياه دبت فيهم كلهم .. بدى يشوف الكل صوب اللفت يربعون .. شنو السالفه .. شنو القصه .. وش ياللي استوى على الكل .. من فتره كانوا جثث ميته .. والحين بدت الحياه تدب فيهم كلهم .. وبدى فارس يودع ذيج الحرمه بنظره حزن يتليها دعاء من صميم قلبه انه يصبرها ويعوضها باللي فقدته .. ويربع فارس ورا الكل وهو مش عارف السالف .. وقبل لا يصكر اللفت يحط فارس يده على اللفت مشان يبطل ..ولا بميثا دبت الحياه في جدها الميت .. ولا بساره تبتسم كنه الحياه رجعت لها .. ولا خليفه يتنطط ويحك يديده مثل الطفل المتحمس .. بدى فارس يشوف الهنا في وجه شوق .. يا جماعه شنو القصه .... شنو السالفه .. ما عرف فارس كيف يسأل غير انه بس يدخل اللفت ولا بخليفه يرتمي على فارس هوه يضحك مثل الخبل ....يضحك وهو يقول ..
خليفه .. والبسمه شاقه طريقها من صميم قلبه لوجهه المنور ..:فارس .. فارس .. الحق ابوي ما مات .. ابوي ما مات .. الحيوان ياللي كان في الاستعلامات غلط واتصل فينها بالغلط على باله نحن اهل واحد يتسمى مبارك .. ما درا انه غلط واتصل فينا وقال لنا انه ابوي ياللي عايش ومبارك ياللي عند ابوي في الشغل هو ياللي مات ..
وفجاه مثل النور ياللي دخل وسط الظلام عرف فارس انه الرجال ياللي في الاتسعلامات يوم حس بغلطته اثر انه يشرد من الدوام عن لا ينظرب على الغلطه ياللي سوها .. شرد وخلى ناس تعيش في امل .. وناس تعيش بحزن .. بس قال في خاطره انه "مصائب قومٍ عند قومٍٍ فوائدو" .. مطر وعايش .. وساره وتنطقت .. والهم وغاب .. بس هذا ما غير في نفسيه فارس انه فيه روح ماتت ورحلت عن هذا العالم وخلت قلوب ناس تتبعها بالدموع .. ما غير في نفسيته دموع ام انحرمت من ضناها .. بدى فارس مش مصدق ياللي يسمعه لين يشوف مطر حي مثل ما سمع انه مات .. بطل اللفت ولا بالكل يدور قسم الطوارئ .. ودخلون مثل ياللي ينتظر وميض من الامل انه مطر عايش ..دقوا الباب ولا بالمناوب في قسم العنايه يحاول انه يبطل الباب والا بجمهور المحبين لمطر يدفعه وهم يدورون بين الغرف عن حبيب غاب لهم فتره بسيط بس رجع .. غاب عنهم بس عاد وعادت الحياه معاه .. بدوا ينتشرون مثل ياللي يدور كنز غايب عنهم وياللي بيلقاه يكون غني مادى الحياه .......بدت الحياه تدب في اجساد من ساعات قليله اهكتها السباحه في بحور الحزان مشان يوصلون في النهايه لشطأن السعاده .. ياللي وصل لغرفه مطر كانت ساره لانها كانت تتبع قلبها ياللي كان دليلها انها توصله وتشوف اجمل ملاك في حياتها مرتمي في فراش الاعياء والمرض ..كان مطر شبه ميت .. بس هذا كله كان من تأثير البنج ياللي كان في مطر .. وصلت ساره كانت تبي ترتمي في حضن ابوها .. بس بوها كان نصه جبس ونصه الثاني حديد .. مسكت ساره يد ابوها بدت تبوس فيها مثل ياللي يذوق طعم السكر في هذي اليد .. بدت ساره تبوسها هيه تبكي بحراره لدرجه انه ميثا اتمت عند بنتها في الطرف اثاني تبوس يد مطر ياللي كان نايم .. بدى الكل يشوف هذا المنظر ويبكي .. بدت ساره تنادي بابوها .. وميثا تحمد الله عيوها غرقانه بالدمع ياللي موب مصدقه انه مطر عاد للحياه بعد موتته في عالمها .. بدت ميثا مثل ياللي ترجع له الروح على كل قبله تقبلها ليد مطر وشفايفها تلتمس في جلد مطر مشان تاخذ من لمسته حياه انحرمت منها ..بدت ميثا تبكي ويهيه تحضن يد مطر بين يدينها ياللي توقعت انه ما راح تلمس يد مطر الدافيه .. ما راحت تلمس غير بقايا انسان ..رجعت ميثا وحضنت يد مطر بخدودها لدرجه انه مطر حس بحراره الدمع ياللي نزل من عيون انسانه حبها .. بدى يخوز من جسده المنهك اثار المنوم مشان يعلن لمطر ببدايه احلى المفاجأت .. بدى مطر يسمع صوت يترنن في قلبه كل مو وصل لاذنه ....بدى يسمع كلمه تترنن في قلبه وتحتار هاي الكلمه في شرايينه .. هذي الكلمه لا من ميثا ولا خليفه .. ولا من اي انسان ثاني ..هذي الكلمه من انسانه يحبها من خاطره ..بدى مطر يفتح عيونه من عالم النايمين لعالم الواقع مشان يشوف نظر عيونه ودلوعته ساره تحظن يده وهيه بتكي عليه وهيه تنادي باسمه .. ساره تناديه .. تنطق الكلمه ياللي طول عمره تمناها ..بدى مطر يفتح عيونه وهو يقول في خاطره انه هذا تأثير الادويه ..بس لا ..ما كان تاثير الادويه ..كانت كلمات ساره ياللي يسمعها ..كان صوتها التعبان بعد ما تنطقت .. فتح مطر عيونه ولا ميثا على يساره تحظن يده بيديها الدافيات .. بدى يشوف ساره تحظن يدها الثانيه هيه تناديه يا "بويه يا بويه" بدى يشوف شوق فوق ساره تمح دموعها ..بدى يشوف شوق تمسح دموع الفرح ياللي ما قد شافها مطر في حياته ..بدى يشوف خليفه على الباب يحظن شخص ما يعرفه وهو يبكي .. ما صدق انه كل هذا يستوي في هذيج اللحظه ..ولا بالمفاجاه انه شوق تصرخ ..
شوق هيه من الفرحه تمسح دموعها ..: ساره ..ميثا ..مطر بطل عيونه .. مطر بطل عيونه ..مطر عايش ..مطر عايش ..
وقامت ميثا مثل ياللي رجعت الروح لجسدها اليمت من ساعات وتفز من كانها وهيه تحضن مطر بكل حنان .. ولا بساره بنفسه الحركه تنطق بالكلمه ياللي عاده الحياه لمطر ياللي كان على السرير متسامحك اللهر يشوف ساره الزعلانه من ايام ترجع تحظنه ..تحضنه مشان يلامس جسده جسدها ياللي سنين انحرم من لمسه .. حظنته ابنته وهيه تردد كلمه قالتها بهمس في اذنه..ردتت كلمه حتى ولو صوتها تعبان كانت مثل الدوا والبلسم في جسده .. بدت ساره تردد .."فديتك يا بوي ..رجعت لنا .. فديتك يا بوي لاترحل عنا .. احبككككككككككككككككككككككككككك مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
ووت .. فيني ولا فيك يا بويه .."
رجعت الحياه لكل من ميثا وساره .. لخليفه ولشوق .. عادت البسمه لفارس ياللي ما كان متوقع انه ساره بتتكلم يوم بتحس بحزن ابوها .. بدى خليفه يحضن فارس هوه يقول له ابوي عايش يا اخوي ..ابوي عايش يا صاحبي .. ابوي حي ..ابوي حي ............
بدى الكل يفرح .. والكل يتمنى انه هذي اللحظه ما تنتهي .. الكل عاش لحظه الم . صفحه ملتها الاحزان .. صفحه ملتها الالم .. بس ياللي كان سببها .. وقع عليها بانه ما سافر بعده ..انه موجود .. يعيش وبيكون معاهم على الحلوه والمره لين نهايه يومه ......
يا ترا ايش ياللي صار على مطر .. وايش حيصير على شوق وولدها ياللي تلاقت عيونهم ...
فيه اشياء بعدنا ما انتهينا منها .. وحنعرفها في الاجزاء الجايه ..
تحياتي لكم ..
وصلت بنا صفحه الالم الى صفحه شقت حاجز الصمت عند ناس سنين ما نطقت شفاههم .. بدت الصفحه تشق طريقها في حياه ابطالنا .. بدت الصفحه تنشر حزنها في اعماق اهل البيت .. وصلنا للصفحه ياللي خلت ساره البكما تتنطق..ساره ياللي ما تكلمت سنين تنطق .. ساره ياللي حاربت الصمت السنين تتكلم .. ساره ياللي انحرمت من نعمت الكلام تتكلم .. ..تتكلم وتقول كلمه عمرها ما تمنت تقولها .. خلتها صفحه الالم تتنطق في وقت الانسان ياللي حبها وتمنى يرضيها وانه يسمع منه ولو بنت شفه مات.. تمنى يسمع كلمه منها هيه تبسم له .. تمنى يشوف ابتسامه طوع عمره انحرم منها .. مات الغالي وخلف وراه ذكرى لانسانه عمرها كانت تتدلع وتتغلى عليه .. بس لما وصلت بها الحاله انها توقف عند حدها ترجع الاوليه اخذه القدر منها .. بدت صفحه الالم عند ساره تتسجل بحروف عريضه ..حرف منحوته في سجل ذكرياتها .. حروف تسجلت على سجل الوقت والذكريات ياللي عمرها ما راح تتمتسح من ذاكرتها .....بدت ساره تحمل اغراضها من عالم الواقع مشان ترجع لعالم الاحزان .. الظاهر انه اجازه ساره في عالم الواقع او عالم السعاده كان قصير..موب بس قصير .. بل قصير جدا جدا ... بدت ساره تصرخ وهيه تبكي مش مصدقه الخبر .. بدت تدمع عينها وغبار سنين من الصمت بدى يطلع منها ..بحروف العذاب ياللي تخلخلت في اعماق جوارحها ..بدت ساره توقف وتطيح من هول الصدمه ..بدت تربع لامها وتمسكها من كتوفها ياللي صارت الدماء متجمده فيها من هول الصدمه .. بدت تمسكها وامها اصلا ميته وياللي ماسكها كانت شوق ..كانت امها تبكي بلا صوت .. بدت تبكي بالجثه الانه الروح بدت تتبع وتدور على من سلبها .. بدت تدور على الشخص ياللي طول عمرها تحبه وتخلص له .. بدت ساره تمسك امها من كتوفها وتهزها هيه تصرخ .. بدت تسرخ وهيه ما تحس بعمرها ..
ساره وهيه تبكي وتصرخ وهيه تهز جسد ميثا ياللي صار بلا روح ..ياللي صار بلا مطر .. ياللي بدى ينهار ..بدت ساره تهز امها وبصوتها التعبان تصرخ وهيه تقول ..: امي ...امي ابوي ما مات .. امي دخيلج قولي انكم تمثلون عليه .. امي قولي انج تمزحين ..امي دخيلج رحموا بحالي .. يا امي دخيلج قولي اني احلم ..امي دخيلج قوميني من النوم ...
بدت ساره تكلم امها ياللي خلاص اعلنت قرب رحيل روحها من جسدها من هول ياللي سمعته و حسته .. بدت تكلم امها بكلام اموات العالم تحس فيه .. بدت تصرخ وهيه تقولها كلام حتى جدران البيت اثرت الصمت و الهروب من الواقع ..حتى النور ياللي غطى البيت تمنى انه قد انطفى عشان ما يحس بقسوه برق الدموع ياللي تتسايل من اهل البيت .. بدت ساره تبكي وهيه تمش مصدق لين الحين .. عقلها الطيب وقلبها الصغير مش مصدقين ياللي يستوي .. بدت ساره تكلم وامها ولا بشوق تصرخ عليها ...
ولا بشوق تصرخ هيه متفاجأه ..: ساره .. تكلامتي .. ساره تكلمتي .. يا ساره تكلمتي .. *وتلتفت شوق صوب ميثا هيه تهزها مثل الميته في ايدينها * .. ميثا ..ميثا .. *وهنيه تبكي شوق اكثر لانه ميثا مثل الميته في ايدها ..* .. ميثا ..ساره تكلمت .. يا ميثا ساره تكلمت ..
وهنيه ترد ميثا بكلامه ثقيله على قلبها ..ثقيله على قلب شوق ..ثقيله على قلب ساره .. قالت كلمتها وهيه مش حاسه باللي تقوله ..: وشنو فياديه صوتها ومن حبها وتمنى يسمع صوتها مش موجود .. الانسان ياللي سنين يتحيل فيها تبي يسمعا رحل .. الانسان ياللي تمنى يرضيها رحل .. الانسان ياللي صبر وتعب لها رحل ..
وهنيه تنصدم ساره بكلام امها ياللي كان يتهمها في كل شي .. هذا ياللي كانت ساره تحسه ..كانت تحس بتأنيب الضمير ..تحسب بتأنيب الضمير وعذاب احساسها انها كانت تعاند و تعصي ابوها .. ونفجرت ساره بالبكى وهيه تقول .. بصوتها التعبان ..: لا .. لا ... انا ما قتلته ..انا ما قتلته يا امي .. لا ..لا ..... انتوا تدرون اني احبه ..تردورن اني احبه .. بويه ما مات ..ابوي ما مات .. انتو تكرهوني ...انتو تكرهوني
شوق وهيه عيونها غرقانه بالدمع : يا ساره رحمى حال امج .. يا ساره يكفيها ياللي فيها .. يا ساره رحمي حالها ياللي هيه تموت قدامج ولا فيكم رحمه لها .. يا ساره خافي الله فيها .. تراها ياللي فيها بيقتلها .. لا تقتلين امج بعد ما مات ابوج .. يا ساره رحمي حالها ..تراها ميته الحين من الحزن .. وانتي بتكملين عليها ..
قالت شوق هذا الكلام هيه بروحها تشوف قصه شوق تتكرر ..تتكرر على اغلى انسانه عندها ..تتكرر على بقايا اهل ..تتكرر على توأم روحها ..تتكرر وتشوف ميثا بصوره شوق ياللي سنين هيه تذوق العذاب انواع .. بدت شوق تنادي .. تنادي وقلبها يعتصر ...ليش يا ربي .. ليش يا ربي .... في هذي اللحظه حس فارس بضيقه في صدره .. بدى يسمع كلام تسلل لخاطره .. تبدى نسمه يضيق .. بدت انفاسه تضيق .. قام فارس وبند مكيف السياره .. ونبد سياره خليفه وطلع منها ..طلع هوه يرمي شماعه او غترته في السياره .. رمها ونزل من السياره مشان يلقط النفس بعد ما حس بضيقه في صدره .. طلع وكان النسيم العليل يلعب بشعر فارس الناعم الحالك السواد .. بدت تنفس بصعوبه .. استغرب فارس هذا الاحساس وخاصه انه احساس مألوف عنده .. بدى ينفس فارس بعمق لين سمع صرخه في البيت .. سمع صرخه ولا عرف شنو سببها ..
ما درا نفسه فارس غير انه امبطل الباب على الممر ياللي كان يجمع باب الصاله الرئسيه والمجلس وغرفه الطعام .. فتح الباب ولا بخليفه طالع من الصاله الرئسيه ويرتمي في صدر فارس هوه مش حاس بنفسه .. ارتمى خليفه في صدر خويه ياللي كان مثل اخوه .. ارتمى هوه نفسه يخفف عنه ثقل احزانه .. فارس ما عرف سر حضن خليفه له وهو يبكي .. مسك فارس راس خليفه بكل لطف وحنان وبدى يشوف ادهش موقف في حياته .. بدى يشوف الانسان ياللي طول عمره مرح وفرحان يبكي .. بدى يشوف دموع الاسى والحزن في وجه خليفه .. بدى يشوف دنيا من الاحزان في عيون خليفه غرقانه في دموعه .. قرق علم السعاده في عيون خليفه بدموع الاسى والاحزان ..... بدت نبضات فارس تزيد ..بدى يمسك خليفه ويحظنه بكل ود وحنان ..بدى يحظنه وهو يكلمه ويطيب خاطره ..فارس ما عرف شنو القصه .. ثقل دموع خليفه اثقلت خاطره .. ما عرف شنو يقول .. واي كلام يقوله مشان يواسيه .. فارس مش عارف السالفه ..
فارس وهو يحضن خليفه يمسك بيده راس خليفه وهو يمسح راسه ..: بسم الله عليك يا صاحبي ..شنو فيك .. وش ياللي يبكيك ..
خليفه يلتزم الصمت وهو ما يعرف كيف يقول الكلمه ياللي ما تمنى في يوم انه يسمعها ..: ابوي يا فارس ابوي .. *وهنيه ينفجر خليفه بالبكى مشان يقول الكلمه ياللي صعبت على لسانه قولها .. قالها بس بدموعه وعبرته ياللي خنقت خويه فارس .. قالها بالعبره ياللي ما قدر فارس يخففها من خويه ..*
بدى خليفه يبكي بحزن عميق لدرجه انه فارس نفسه بدت عيونه تدمع على شوفه الانسان اللعوب اللمرح دايما ياللي يشجع الناس بابتسامته يبكي .. بدى خليفه يبكي في صدر خويه لين بدت كلمات من فارس تطلع مثل قطرات الندى على نار احرقت غابه السعاده في عالم خليفه .. بدت الكلامت تطلع من فارس مثل الدرر في البحور الغميقه ..
بدى فارس يعزي خليفه بكلمات تبرد خفوق الواحد حتى ولو فيه هموم العالم ...بدى فارس يقول لصاحبه كلام في الوقت ياللي يصعب على الواحد يختار كلماته ..بدى فارس يزيد في كلامه وهو يقول لخليفه: ..افا يا صاحبي .. في هذا الوقت ياللي العالم تنتظر منك انك تكون خليفه ابوك...ما تبكي وتترك اهلك بروحهم .. يا اخوي لو ابوك شاف ياللي تسويه الحين ما راح يرتاح في ترابه .. يا خليفه صرت انته المسؤول عن البيت ..عن امك ..عن اختك ياللي ما تقدر حتى انها تنطق بكلمه .. يا خليفه .. اذكر الله .. ادعي الابوك .. بكاك ونحيبك ما راح ينفعه .. ما راح ينفعه غير دعاك له بالرحمه .. يا خليفه شوف حالت امك .. هيه ياللي تترجى منك انك تكون عونها وسندها ..هيه ياللي تتمنى منك انك تكون العمود الاساسي ياللي يثبت صبرهم ويقوي عزايمهم على هذي المصيبه بعد ابوك الله يرحمه.. يا خليفه تذكر لو انه ابوك حي شنو بيقول لك ..
قال فارس هذا الكلام ياللي فتح كتاب ذكريات خليفه على كلام ابوه ..الكلام ياللي قاله له يوم بكى انه جرح اخته ساره في المجلس .. تذكر قوله انه لو ما صبر وثبت ما راح يشجع اهله ..ما راح يكون العون والسند لهم في محناتهم .. بدت كلمات فارس تثبت اركان خليفه بعد ما زعزعها اعصار الصدمه ..بدت تثبت اركانه حتى انفجر مره ثانيه قدام فارس هوه يبكي .. ما قدر...ما قدر يثبت..ما قدر يتحمل .. الظاهر انه خليفه لين الحين في عين الاعصار .. من الصعب انه يطلع منه .. الظاهر انه خليفه من مركز البركان .. ما يعرف كيف يطلع منه ..تايه ..خايف ... ميته روحه .. وفجأه يسمع فارس صرخه من داخ البيت تنادي .. سمع فارس الصرخه تنادي خليفه ..تنادي بانه فيه انسان ناوي يتبع ابوه .. التفت فارس ولا بخليفه بدت اعصابه تنهار ..بدى خليفه تنزل شوي شوي من على صدر خويه ..بدت قواه تخور .. ما قدر يحمل نفسه ..بدى ينزل لين جلس على الارض وهو يبكي .. بدى يبكي لدرجه انه فارس ما عرف شنو يسوي ..ما درا فارس بنفسه ولا داخل البيت بعد ما سمع الصوت يقول انه ساره بتقتل نفسها وبتنتحر.....
دخل فارس ولا بمنظر مروع .. بمنظر ما لام خليفه على انه خارت قواه .. شاف منظر ما يساعد الانسان انه يتحمله و هوه يشوف اهله متحطمين قدامه ..متوزعه جثثهم في كل ركنه في البيت ..متوزعه في كل زاويه ..بيت انملى بالجثث ياللي توزعت كلٍ تطلب من الله الصبر والرحمه ... جثث متحطمه ..جثث عايشه بلا روح .. جثث ينبض قلبها بس بدون دماء...ما درا فارس ولا بميثا على الارض شبه ميته .. وحرمه ثانيه *ياللي هيه شوق * ماسكه ساره ياللي كانت ماسكه سكين الفواكه ياللي كانت على الطاوله ياللي جنبها و تحاول انها تقطع رقبتها بسكين الفواكه وشوق خالتها قابضتها ..بدت شوق تتعب من مسك ساره .. ما عرفت شنو تسوي ..بدت تصرخ
شوق وهيه قوها تخور قدام قوه ساره في انها ودها تموت تتبع ابوها ..بدت شوق تصرخ ..: خليـــــــــــــــفه ..!! ..يا خليفه الحق ..اختك بتقتل نفسها .... *وفجأه ننفجر شوق بالبكى* ..حرام عليج يا ساره .. بتروحين النار...الانتحار حرام .. يا ساره خافي الله ..يا ساره الانتحار حرام ..حرام ..حرام .... يا ساره هذا قضاء وقدر ..
وساره تحاول تاخذ السكين ياللي كانت في يدها مشان تقطع رقبتها ابها .. ساره تمنت الموت ولا انها تكون حيه تشوف جثه ابوها قدامها خليه من انواع الحياه.. تمنت السكين تقطع رقبتها ولا شوفها لابوها تقطع قلبها ..تمنت السكين تقطعها ولا منظر ابوها الميت تقطع كل انواع السعاده في حياتها .. بدت ساره تحارب شوق ياللي مسكينه حاولت تمنعها بكل قوتها ولا بساره تدفع شوق بقوه وفي لمحه بصر يلفي طيف لطالما تمنت ساره اتشوفه ..ما درت ساره ولا بفارس ماسكها من ايديها الثنيتن... ابتهتت ساره من منظر فارس ياللي كان ممزوج من الحزن والغضب في نفس الوقت .. ابتهتت لدرجه انها ما عرفت شنو تقول ولا شنو تسوي .. بدت تجاوب غضب وحزن فارس بدموعها الساحره .. بدت تجاوب على غضب فارس بدموعها المالحه ياللي املح من ماي البحر..بدت ساره تجاوب كل شي بدمعه تكفي عن كل سؤال.. فجأه لتفت فارس صوب شوق بلمحه بصر تلاقت فيها العيون .. تلاقت عيون فارس بعيون شوق .. وقفت ساعه الزمن .. وقفت لتعيد في شوق صوره سعيد .. وقفت ساعه الزمن لتعيد في قلب فارس البوم ذكريات كان ممسوح من ذاكرته ....وقفت ساعه الزمن لفتح باب الامل من جديد لشوق .. وقفت الساعه لتعيد لفارس ريحه انسانه كان قد شافها في مكان ..طيف كان في المنام يزوره .. طيف في كل مكان معاشره في كل جزء من حياته .. وقفت الساعه مشان تشوف شوق صوره سعيد في شخصيه ما عرفتها .. ما حستها ..بس قلبها بدى ينبض بالامل من جديد .. وقفت ساعه الزمن مشان تقّلب في سجل ذكريات فارس صور لوجوه بشر كان في يوم عندهم .. وقفت الساعه هيه تعيد لشوق صوره من صور سعيد .. بس بصوره انسان اكبر في شكله .. وقفت ساعه الزمن وهيه تعيد في البوم ذكريات فارس اصوات لبشر كانوا يغلونه ويعزونه .. بدت بعض الذكريات تنعاد لفارس .. بدت بعض الامال ترجع لشوق .. بدت انوار الامل ترجع لشوق .. ذكريات في منتهى الروع في زمن غايب في صفحه فارس بدت ترجع له .... رجعت ساعه الزمن مشان ترجع للوقت على وعسى قلوب الحبايب تتجع على بعض ..عسى احزان الوقت تنتهي .. رجعت الساعه وهيه بالامال والمستقبل المفرح تعود لشوق ... رجعت الساعه وهيه ترجع لفارس ذكرياته ياللي ارتسمت له من شاف عيون امه شوق ياللي ما عرفها .. بدت رموش شوق تكتب حروف الذكريات ياللي امتسحت من خاطره تتخطط في شريانه .. بدت الساعه ترجع لشوق سعيد الصغير بس بصوره لانسان كبير .... بدت الساعه ترجع وترجع لفارس ذكريات من زمن ممسوح ما درابه وين كان او متى كان ..... اعلنت الساعه دقتها انها الحين في منتصف الحدث مثل ما تدق في تمام منتصف الليل ... بدت ساعه الزمن تتوعد لشوق انها تعوضها سنين الحرمان بعد ما ضاعن عليها سنين العمر ...رجعت الساعه الزمن للحاضر ياللي وقف فيه فارس مثل الميت ما عرف شنو استوى فيه .. بدت شوق ما تعرف شنو تسوي ما عرفت ياللي استوى فيها ... ماتت اعصابها ...ماتت كل الاحزان مره وحده .. وفجأه بدت ساره تتحرك بقوه تبا تخلص على نفسها وفارس متجمد مكانه ما عرف شنو ياللي استوى فيه .. بدى يتجمد وهو يشوف عيون كان لها احلى ذكريات ..بس ما تذكر وين ومتى ... وفقت شوق تتمنظر في فارس لمده هيه طايحه على الارض بعد ما دفعتها ساره ويهيه تريد تقتل نفسها ....وقف فارس وهوه يشم ريحه انسانه عزيزه عليه .. ماعرف ليش هذا الغلا طلع مره وحده ...... بدت اللحظات تمر على شوق وفارس والكل ينظر للثاني وهو يعيد احلى ذكرى له .... بدت الاحداث ترجع لهم بعد ما وقفت اعصابهم من تخالط النظرات ومن هول الصدمه ياللي كانت فيهم...... بدت شوق تسحب جيوش الذكريات من ساحه الواقع وهيه تتذكر وعدها ...تتذكر انها قدمت كل ذكرياتها للحاظر مشان يذبحها ويقدما اضحيه للمستقبل .... بدت شوق تسحب كل جيوشها معلنه استسلامها قدام وعدها .... سحبت كل جندي من الذكريات مشان ترجع للحاظر ياللي طول عمرها تتهرب منه وتكرهه ... رجعت وخلت في نفس فارس البوم الذكريات تشتغل .. يرجّع صور لطيوف قد مروا عليه بس مع الزمن امتسح من صورهم الشي الكثير ... بدت عيون شوق العسليه ترجع لفارس كثير من الاشياء ... بدت عيون شوق ترجع في فارس اصوات لابشر مر عليهم الوقت ومسح نص نغمه اصواتهم.... انسحبت شوق بس ما سحبت جواسيس الذكريات في نفس فارس ...... بدت المشاعر تضطرب في داخل فارس ....بدى يسأل نفسه عن ياللي بدى يشوفه .. عن ياللي بدى يحسه ...هل كل هذا من كثر الصدمه ياللي بدى يشوفها ........
بدت ساره تهتز بقوه .. تبى تتخلص من الروح لانه صاحب الروح مات ....ياللي تعلقت به الروح مات .... بدت شوق تتجمد مكانها تشوف لحظه حرمان جسد من روحه ... بدت تشوق ساره تبي تنتحر وفارس الطيف الغريب ماسكها هو متجمد مكانه وعيونه العسليه في عيونها العسليه ...... تشوف ميثا جثه ميته ما فيها شي من الحياه غير انها تذرف دموعها ..........بدت شوق تنتظر لحظه ما كانت تعرف شنو سببها.... رجع فارس للواقع وهو في خاطره وده يعرف سبب اندثار الذكريات في خاطره مره وحده ......رجع ولا بساره في مكانها تتحرك تبي تنتحر ...... رجع ولا هوه ماسك ساره الملاك ياللي في غمه الجمال حتى هيه تبكي تبي تقتل هذا الجسد ياللي في قمه جماله حتى ولو في حزنه ..... بدت ساره تنهبر بوجود فارس اكثر واكثر ...بدت روحها تتعذب انه ياللي ملك روحها موجود قدامها ..هل هيه في حلم ولا في علم .... بدت ساره تمسك السكين بقوه وهيه الحين نفسها تقتل نفسها لانها تعبت اكثر من الدنيا ... فارس كان جامد مكانه ما يعرف شنو يسوي ... شنو يقول ولا كيف تيصرف .. .كيف بيكلم انسانه ما بترد عليه ولو بننت شفه .. كيف بيتفاهم عندها لو ما عرف سبب احزانها....ما درا فارس غير بحاجز الصمت ينفجر قدامه وتطلع كلمه ثقيله من ساره هيه تصرخ في حلقه ...
ساره بصوتها الحزين التعبان ...: خلني ...خلني اقتل عمري ....ما ابا اعيش .. ابا اموت ......
ما درا فارس غير نفسه لاطم ساره بطراق قتل كل حاجر الحزن في نفس ساره ..... ما ردت ساره غير بالطراق في خدها الثلجي يعلن ذوبان ثلوج في خوافيها ... لطمها فارس بطراق حتى خلها ترجع للحاضر حتى تفكر باللي بتسوي ..بدى فارس يبث شعاع الامل في نفس ساره بكلامه .. بدت سحاحيب فارس من الامل تمطر على سهول ساره ياللي بدت تحترق من الحزن على موت ابوها ........... بدى النور ينولد في داخل ساره وفارس يقول كلامه ..كان فارس يوق كلامه وهو منبهر باللي يشوفه ...
بدى فارس يقول كلامه وهو وجهه من قلب لغضبان لحنون ..... : ليش يا ساره .. ليش ... !!!! .. ليش تبين تقتلين نفسج ..... شنو الفايده ...... بدل لا تدعين له وتترحين له تقضين على حياتج !!!!.. شنو بيستفيد ابوج لو سويتي انتي جيه .. شنو بتسفيدين انتي لو تسوين جيه .... شنو يضمنلج انج بتكونين معاه .. ما تديتي انج بتكونين في النار .. فكري في ابوج .. شوفي حاله ونفسيته لو كان حي شنو بيكون شعوره ويشوف بنته حبيبه قلبه تنتحر ... هل بيكون فرحان ..هل بيرفتخر بتربيته لج انج قتلتي نفسج من الحزن .... هل هذي تربيته مطر فيج يا ساره .. هل هذي تريته فيج .. .متى بتكبرين وبتصيرين كبيره في عينه هوه ميت .. انتي غاليه في عينه وهوه حي فلا ترخصين نفسج في عينه اهو ميت ... لو ما كان على شان خاطره .. على شان خاطر امج ..شوفي حالتها .. شوفي لين وين وصل بها اليأس .. لو ما وقفتوا انتي وخليفه جنبها من بويقف جنبها .. لا تقولين انه ابوج موب غالي عندها بعد ..هيه عاشت معاه من بدايه الطريق .. هيه الحين بتكمله بروحها ... رحمي بحالها.. شوفي مشاعرها ..هيه تحتاج لكم في هاي اللحظه اكثر من قبل .. لا تضنين انه خلاص .. انتي ياللي تحسين وغيرج ما حس ... شوفي حالت خالتي ياللي بروحها تتحمل كل المصايب وهيه تقوي وتصبر نفسها .... ليش ما تحسين في غيرج يا ساره .. حتى ولو ما حسو فيج ..حسى انتي فيهم .. هل تتوقين ابوج بيفرح لو شافج جيه بهاي الحاله .. ولا بيفرح يوم بيشوفج قويه في محنتج الثانيه ..... وبيفتخر انه هذي تبريته .....فكري كيف بيكون شعوره انتي تقوين وتوقفين على ريولج قدام الصاعب وتعزين اهلج ولو بكلمه منج ...
بدت كلمات فارس مثل المياه البارده للهيمان في عز الصيف هوه تايه .. بدت كلمات فارس مثل الماء تروي عطش قلوب حايره ..بدت الكلمات تنعش اجساد هلكها الحزن .. اخذت ساره ترجع لعالم الواقع مشان تثبت وجودها ..تثبت غلى ابوها في قلبها ..بدت ساره ترجع وهيه تفكر بكل كلمه قالتها شوق .. قالها خليفه .. قالتها امها .. في كل كلمه قالها حبيب روحها فارس .. فجأه بدت ساره تبكي بهسيريه .... بكت وارتمت لاول مره في حضن انسان حبته وهيه تتمنى قربه .. بدت تحظنه هيه تبكي بعمق.. اتربك فارس .. ما عرف شنو يسوي .. ما كان وده يحضن ساره .. بس حزنها ومأساتها خلاه يضمها بين احضانه ...... بدت ساره تبكي هيه ما ترف سبب حضنها لفارس ... هل لانها تحبه ولقته في وقت الحزن اول انسان في جنبها يواسيها .. ولا هيه لا شعوريا حضنته وتمت تبكي في حضنه لانه كلامه كان الشافي لبعض جروحها ياللي بدت تنزف ... بدت ساره تحضن فارس وشوق منصدمه من وجود فارس في بيتهم . بدت شوق تشوف ملاك يشق ظلام حزنهم وينور لهم دربهم .. بدت شوق تشوف الطيف يختلف لملاك حنون يحضن بين جاونحه انسانه اهلكها اليأس وبنا اساس قوي من الاحزان في داخلها ..بناه اليأس وثبته .. لين جت اللحظه ياللي خلت الملاك هذا يهدم كل ركنه كل زاويه يأس في حياه ساره ..بدت الاركان تتزحزح من طريق ساره وتثبت شوي مشان خاطر ياللي يحبونها ...بدت كلمات فارس تسير وديان من الصبر في اعماقها بعد ما جفت اخر قطره صبر ونبتت اشجار اليأس في داخلها .. بدت وديان الامل تقلع اخر جشره يأس غرست عروقها في قلب ساره .. بدت الامال تتجد .. وفجأه حست ساره بيدين انسان يبعدها عن جسده .. شافت فارس يبعدها عن جسده هوه يناظرها بعيونه الحنونه وهو يقولها ..
فارس ... هوه بروحه متماسك قدام ساره لانه بعد هذي المصيبه مست خويه ..: ساره ..سيري تبلبسي .. وحطي شي على راسج ... لانا بنسير للمستشفى مشان لنشوف الوالد .. كوني قويه .. تراها هذي اللحظه الوحيده ياللي تقدرين تودعين فيها باوج ..
بدت ساره تبكي بس بدموع خفيفه وونين خفيف .. هزت ساره راسها وطلعت للسلم وفارس يشوف هذا الملاك يصعد السلالم كنه نور توزع على البيت .. بدى يشوف ساره هيه تطلع على السلام هو نفسه مش مصدق انه شاف ساره بدون شيله ولا شي .. بس اهوه ما كان قصده .. صدفه جمعته بساره خلته يشوفها .. كانت ساره في غااااااااااااااايه الروعه .. كانت تسلب قلوب الناس بابتسامه وحده ما بالك هيه ناثره شعرها الطويل الكثير ياحالك السواد على شان يسامحك اللهي جسدها ياللي غطته ملابس واسه للغايه ....... طلعت ساره وفارس موب مصدق ياللي يشوفه .. طلعت شوق جامده مكانها .. ما تعرف ياللي اتسوى فيها ..هل هيه بسبب الصدمه ولا بسبب شوفه فارس ياللي اثار غريزه الامومه في قلبها مره ثانيه ..هل هيه احلام الام ياللي بدت تتنشط في احضانها .. لا هل هيه الظروف الصعبه ياللي بدت تمر عليهم خلتها تحس باحساس غريب .... بدت شوق مثل الجامده قدام فارس ياللي هوه نفسه ما عرف شعوره وهوه يناظر في شوق ياللي كانت مرمايه على الارض بعد ما دفعتها ساره ...وصل فارس قدام شوق هوه يعرق وينشف .. ما عرف سبب شعوره .. اول ما تقرب منها ومد يده عليها هوه يقولها ..
فارس ..: خالتي .. سلامات ..عسى ما جاش شي ..
ولا بفجأه شوق تربع لغرفتها هيه الثانيه .. ربعت لغرفتها هيه تبعد شعورها بانه هذا ولدها .. بدت شوق تقتل شعورها انه هذا فارس .. بدت شوق تخنقها العبره لين وصلت غرفتها ونفجرت بالبكى مره وحده .. كانت تتذكر العهود والوعود ياللي قطعتها على نفسها .. كانت تتمنى انها بقدر تنسى ..بس هذا الشاب ياللي برى خلها تعيد كلها ذكرياتها .. بدت شوق تمسك على اذنها هيه تسمع صوت فارس يقول لها كلامه .. بسدت تمسك وتسد اذنيها من صدى الصوت ياللي وصل لاعماقها ..بدت تسمع كلمه "خالتي " .. "خالتي " وتترنن الكلمه في خاطرها .. ما عرفت سببها .. وفجأه تذكرت انه ميثا تحت .. ومكن هيه الثانيه تقتل نفسها .. ومسك شيلتها شوق تتغشى .. تنزل هيه تشوف خليفه توه داخل على الصاله هوه يمسك امه ويحاول يعزيها .. ولا بالطيف مش موجود .. بدت شوق تفكر هل هوه حلم ولا علم .. هل هوه خيال ولا واقع .. بدت شوق تفكر لين سمعت صوت باب غرفه ساره يتبطل .. ولا بساره متلبسه مشان تطلع .. ربعت شوق لغرفتها وجابت عباتها .. نزلوا تحت ولا بخليفه يحاول يوقف امه ميثا ياللي صارت متحطمه بالحيل ..... تطلعت شوق يمين ويسار تتشوف للطيف .. بس الظاهر انها كانت بس تحلم .. بس كيف تحلم وساره عايشه وهيه جنبه بعد ما رمتها على الارض .. الظاهر انها ما تحلم .. وانها كانت في عالم الواقع .. بدت تتشوف لكل شي بس الظاهر انها صج كانت تحلم .. ولا تتذكر انه ميثا موب لابسه لا عباه ولا شي غير قلابيه النوم .. وتلتفت شوق صوب ساره ياللي بدت عيونها تدمع ...
شوق .. هيه مستعجله ..: ساره ..ساره ..هاتي عبايت امج وشيلتها ..يالله بسرع.. *وتلتفت شوق صوب خليفه ياللي مسك امه وعيونه ما بردت من الدمع * .. خليفه ..تعرف وين نقلوا ابوك ..
خليفه هوه يمسك عمره من البكى ..: هيه .. اعرف .. شلوه لمستشفى المرفق .. ويقولون عنده كمن واحد .. ..
في هاي اللحظه ربعت ساره لغرفه امها مشان تجيب لها عبايتها وشيلتها ..
شوق ..: كيف كمن واحد .شنو القصه .. شنو السالفه .. !!؟.؟؟
خليفه ..وهو كنه السالفه تقطع قلبه .. : يا اختي موب وقته .. انتي ساعديني اشل امي للسياره .. تراني ما اقدر اشل نفسي الحين ..
ولا بساره توصل وفي يدها العباه و الشيله .. لبسوا ميثا هيه مثل الجثه في يدهم .. بدت تتمايل مثل الجثه الميته ....لبسوها الشيله والعباه ياللي تشبعوا بعد دموع ساره بدوا يتشبعون بدموع ميثا .. طلعوا بلا بالطيف موجود تحت ينتظرهم .. وصلوا ولا الطيف يلتقي لخليفه هيه ويقوله ..
فارس ..: خليفه وين السويك .. وين السويك ... كان عندي من فتره ..
خليفه ..:عندي ..عندي اسويك سليته بعد ما طاح منك .. بس انا ياللي بسوق .........
فارس وهو متشدد ..: لا والله ما بتسوق .. انا ياللي بسوق .. عنبوه تبقتل اهلك لو تسوق انته وخاصه وانته بهاي الحاله ..
بدت شوق تتذكر نظرات روجها المتوفي حمد وحركاته في الشخص ياللي قدامها ..بدت تشوف نفسه النظره ياللي كانت في عيون حمد يوم يتشدد او يغضب .. وفقت وهيه تشوف قدامها انسان موب غريب عليها .. مسكت شوق على قلبها هيه تشم نفسه الريحه ياللي هذاك اليوم ياللي كانت فيه عزيمه الجماعه في بيت ميثا .. بدت تحس بنفس الاحساس ... وفجأه تسمع شوق صوت تعبان يقول لها ..
ساره هيه تسعل لصعوبه الكلام ياللي طلع منها ....: خالتي ..كح ..كح .. يال..كح ..كح .. يالله ..كح
وانتبهت شوق انه الارهاق في عيون ساره قد بدى ..
ولا بفارس فجأه ياخذ مفاتيح السياره من خليفه ياللي بدى يحاول انه يسوق مشان يسرع ..بس فارس بعقله وفهمه لوضع خليفه التعبان نفسيا ما خلاه ..بدى يهديه وياخذ منه مفاتيح السياره ويطلعون .. وفي السياره ..كان فارس هيه ياللي يسوق ... وخليفه راكب قدام جنب السواق .. وراى فارس ياللي يسوق شوق امه ياللي كانت تناظره من المنظره القداميه ..هيه تتمعن في هذا المخلوق .. وكانت في النص ميثا ياللي بدت تتمايل من الصدمه بين شوق وساره ياللي كانت جنب الباب وياللي كانت ورا خليفه ....
بدت فارس يسوق بسرعه .. بس موب جنونيه لانه هوه نفسه ما يبى شي موب زين يستوى لاهل البيت غير ياللي اتسوى فيهم..... بدى يسرع ويحس في خاطره انه كانه احد يطلع فيه .. وفجأه يناظر فارس في المرايه ياللي يقدر منها السواق انه يشوف ياللي وراه ..لاحظ انه عيون شوق من ورا النقاب ياللي تلبسه تتمعن فيه .. تتمنظر وتركز فيه .. بدى فارس مني داعي الشوق يناديه .. داعي الذكريات يداعيه .. ومني موب مرتاح لنظرات شوق ياللي كان تركز فيه بنظرات غيربه فيها شاي من الاحزان او التسؤولات .. بدت شوق تملى عينها بشوفه فارس ياللي ما عرفت من وين الله جابه لها .. بدت تناظر .. هيه ماتعرف من وين الله بعثه لهم في هذا الوقت العصيب مشان يكون البلسم لبعض احزانهم ........
طول الطريق كانت شوق كانت تشم ريحه ولدها.. بس هذا ولد ناس ياللي قدامها ..هل بدى احساس الامومه يخونها..ولا هيه خلاص بدت تحطم العهود ياللي قطعتها على نفسها .. بدت شوق وحاول انها تنسى .. بس ريحه هذا الانسان موب قادره تبعدها من خافي جروحها .. شي غريب في هذا الانسان .. بدت تركز اكثر واكير لين حست انه فارس تضايق من نظراتها يوم انه قلب المرايه ياللي تخليها تشوفه لطرف ثاني .. قلبها فارس وهو ما كان يقصد انها تلتفت على ساره ياللي كانت طول فتره الطريق مأثره الصمت وتتشوف على الطريق المظلم .. بدى شعور غريب يجري في فارس .. كان يشوف انسانه بدت تناظر للظلمه ياللي برى .. بدى يناظر للظلمه هوه يحس انه فيه شي في هذي الانسانه متغير .. كانت تظرتها في المره الوليه ميته بالروح .. وفي هذي المره بدت الاحزان تطلع من عيونها .. يعني رجعت الحياه لها .. بس بحزن عميق داخلها ....ما درا ولا بساره تقلب نظرتها من العالم المظلم ياللي برى صوب المرايه وفجأه تتلاقى العيون .. تلاقت عيون ساره بعيون فارس ياللي ما كان يقصد انه يناظرها.... وفجاه يقلب فارس نظره للطريق ولا رجع وناظر المرايه .. كان هوه يطلع الطريق وساره تشبع عيونها ياللي بقى لها من امل.. كانت تفكر في ياللي كان هذيج العيون العسليه من كلام غير ياللي نطق به لسانها ..بدت التسؤولات في خاطر ساره تكثر .. ليش هيه نسيت كل شي وحضنته .. ليش اتمت في حضن انسان غريب هيه تقشعر لا من لمسى اغلى البشر .. ياللي هوه ابوها .. كيف ما مسكت نفسها .. بدت تلوم ساره في نفسها هيه موب عاجبها تصرفها ياللي سوته .. بدت تقول في خاطرها ..انه بيحسب انها من النوع ياللي موب مثل بنات الاوادم .. بدت تحس بتأنيب الضمير .. بدت تحس بالغباء ياللي كانت تسويه يوم حاولت انها تقتل نفسها ....
وفجأه ولا هم واصلين للمستشفى .. وصلوا .....والكل بدت اعصابه تتجمد موب مصدقين انهم بيشوفون مطر ... وصلوا ونزلهم فارس في قسم الطوارئ .. ما كانوا ودهم ينزلون مشان ما يشوفون جثه مطر .. بدى خليفه يفتح بابه بثقل .. لدرجه انه فارس حاس انه خليفه شايل جبال من الهموم بصدره .. شاف ساره تنزر هيه ترتجف .. ما ودها تدخل .. ماودها تشوف ابوها ياللي طلع كله حياه وحيويه جثه ما تتحرك .. بدى يشوف شوق تنزّل ميثا ياللي مثل الجثه في يدها .. تمشي ولا حياه امبين في جسدها ياللي بدى ينهار كل لحظه كل ثانيه ... نزلوا خليفه وهله والهلاك من الحزن قرب منهم كلمهم .. بدت شوق تسند ميثا ياللي بدت تتمايل من زود التعب والبكى والحزن ... فارس ما تحمل يشوف الكل ميت.. .طلع بسياره خليفه لودور لها بموقف ... طلع من الموقف ودخل الطورائ وشاف ولا واحد وقام سأل عن مطر .. الكل جالس في الكراسي يبكي والكل يريد من الثاني انه يرحون بداله مشان يسألون ..ما لقي فيهم من ينبظر بالصبر والحياه غير هذيج الحرمه ياللي كل ساعه تسند واحد طايح من الحزن .. طلع فارس للاستعلامات ....
ما لقي احد موجود لانه نص الليل ولا فيه احد مداوم هذيج الساعه .. المناوب طلع شكله مكان .. وفجأه يمر دكتور على فارس وناديه فارس ...
فارس وهو يأشر على الدكتور ..: دكتور .... دكتور .. لو سمحت ..
ويوقف الدكتور ياللي كان حامل في يده بعض الملفات وكوب شاي في يده الثانيه ...: نعم يا اخوي .. امر ..!!!
فارس ..: اخوي .. وصلتنا مكلمه عن وفاه قريب لنا ...ونبي نعرف الموضوع بالضبط .....
الدكتور ..وهو يأشر على الاستعلامات .. : اخوي اظنك تبي التستعلامات .. هذاك مكانها ..*اشر على الستعلامات ولا الاخ المناوب مش موجود* .. اوه ..كله طلع برا ..خلني اشوفه لك ..
فارس هو مستحي من الدكتور ..: انشاء الله بس ما اكون باخرك عن شغلك ..
الدكتور بابتسامه ..: لا والله يا اخوي .. مشي شغله .. توني ماسك زامي .. لا تخاف .. المهم انا نكون قدمنا لك مساعده ...
فارس .. : الله يسلمك يا رب .. وما تقصر .. وانشاء الله لك الاجر يا اخوي .........
الدكتور : لا افا عليك ...
وطلع الدكتور للمكتب .. وطلع لبعض الغرف ولا حصل المناوب .. ويرجع الدكتور وهو يقوله
الدكتور : ..اخوي لو تقولي شنو القصه يمكن اقدر اساعدك ..
فارس .. وهو حزين ..: يا ريتني يا اخوي اعرف القصه ..كل ياللي اعرفه انهم اتصلوا بخويي وقالوا له انه ابوه مات وهو في هذا المستشفى ..
وفجأه يسمع فارس صوت صرخه .. ما عرف شنو ياللي استوى في قسم الطوارئ ...وطلع فارس مسرع على باله انه ميثا ولا ساره سوو بنفسهم شي .. ولا بهذيج الحرمه الكبيره في السن تبكي وتصرخ .. وماسكينها ناس كنهم عيالها ..
شاف فارس العيوز تنهار بنفس المشهد ياللي عايله خليفه استوى فيهم .. بدت الاسئله تحتار في خاطر فارس .. ما عرف شنو ياللي استوى فيهم .. ويشوف الحرمه تبكي بمراره كنه حبيب وعلى غالي مات لها.. بدى يسمع الكرمه تقول ..
الحرمه وهيه منهاره اعصابها وتبكي بهستيريه ..: من ليه غيرك يا مبارك .. يا من يفرحني عقبك .. وا ويلي ويلاااااااااااااااااااااااااااه .. مباااااااااااااااااااااااارك .. مباااااااااااااااااااااااااااااااارك ..
وتطيح الحرمه ويشلها واحد من الشباب ياللي كانوا عندها هو يقولها ..: حرام عليج يا امي ..حرام عليج .. يا امي ذكري الله .. ولدج ما راح ينفعه صريخج وبكاج ..والله عطاج اياه والله خذه ...
بدت كلمات الشاب في امه تاثر مره ومره تلعب بامه الاحزان وهيه تصرخ .. : ما ليه غيره .. هوه الغالي .. هوه ياللي يعرف يضحكني .. *وبدت الام تنادي بصوتها قدام الخلق وهيه تمد يدها للغرف ياللي كانن قدامها ..* يا مبارك ليش رحلت قدام امك .. ليش سرت ولا خلتني افرحبك .. ليش رحلت وانته لك كل الغلا.. يا مبارك خذ من عمري وانابعطيك ما بقى ..بس ارجع ..ارجع وانا لك اكون فدوه يا وليدي ..
وفجأه هلت من عيون فارس دمعه حاره بدت توسم خدوده البيضا .. بدى يحس بغياب الاهل .. بدى يحس بقيمه الام ياللي انحرم منها.. هل يا ترا امه بتبكي عليه هالشكل لو هيه فقدته في يوم .. هل بتحاتيه وبتناديه .. بدى يسأل فارس نفسه وما درا انه امه سوت اكثر من كذيه .. ما درا انه هذي الحرمه على بعض سنه بتهدى اعصابها بترضى بالامر والواقع .. ما درا انه شوق ياللي هيه امه 15 سنه هيه متعذبه تباه يرجع لها .. ما درا انها تناديه على كل لحظه على كل ثانيه .. ما درا اصلا انها جنبه .. حس فيها بس ما عرف نوع الاحساس ياللي يحسه الانه حسه في ظروف كانت محزنه .. كان يسحب انه ياللي يحسه من اثر حزن خويه خليفه .. ما عرف ياللي كان يحسه .. بدت الام تبكي وفارس يردد الونه في خاطره .. وفجاه بدى تسال منو هذا مبارك ياللي الكل بدى يبكيه .. هل هوه ولدها ..وشنو قصته ..
وفجأه لقى ساره تربع صوب اللفت .. وراها خليفه .. وتسبقهم كلهم ميثا ياللي فجأه دبت الحياه في حنايا ضلوعها .. شاف الحياه دبت فيهم كلهم .. بدى يشوف الكل صوب اللفت يربعون .. شنو السالفه .. شنو القصه .. وش ياللي استوى على الكل .. من فتره كانوا جثث ميته .. والحين بدت الحياه تدب فيهم كلهم .. وبدى فارس يودع ذيج الحرمه بنظره حزن يتليها دعاء من صميم قلبه انه يصبرها ويعوضها باللي فقدته .. ويربع فارس ورا الكل وهو مش عارف السالف .. وقبل لا يصكر اللفت يحط فارس يده على اللفت مشان يبطل ..ولا بميثا دبت الحياه في جدها الميت .. ولا بساره تبتسم كنه الحياه رجعت لها .. ولا خليفه يتنطط ويحك يديده مثل الطفل المتحمس .. بدى فارس يشوف الهنا في وجه شوق .. يا جماعه شنو القصه .... شنو السالفه .. ما عرف فارس كيف يسأل غير انه بس يدخل اللفت ولا بخليفه يرتمي على فارس هوه يضحك مثل الخبل ....يضحك وهو يقول ..
خليفه .. والبسمه شاقه طريقها من صميم قلبه لوجهه المنور ..:فارس .. فارس .. الحق ابوي ما مات .. ابوي ما مات .. الحيوان ياللي كان في الاستعلامات غلط واتصل فينها بالغلط على باله نحن اهل واحد يتسمى مبارك .. ما درا انه غلط واتصل فينا وقال لنا انه ابوي ياللي عايش ومبارك ياللي عند ابوي في الشغل هو ياللي مات ..
وفجاه مثل النور ياللي دخل وسط الظلام عرف فارس انه الرجال ياللي في الاتسعلامات يوم حس بغلطته اثر انه يشرد من الدوام عن لا ينظرب على الغلطه ياللي سوها .. شرد وخلى ناس تعيش في امل .. وناس تعيش بحزن .. بس قال في خاطره انه "مصائب قومٍ عند قومٍٍ فوائدو" .. مطر وعايش .. وساره وتنطقت .. والهم وغاب .. بس هذا ما غير في نفسيه فارس انه فيه روح ماتت ورحلت عن هذا العالم وخلت قلوب ناس تتبعها بالدموع .. ما غير في نفسيته دموع ام انحرمت من ضناها .. بدى فارس مش مصدق ياللي يسمعه لين يشوف مطر حي مثل ما سمع انه مات .. بطل اللفت ولا بالكل يدور قسم الطوارئ .. ودخلون مثل ياللي ينتظر وميض من الامل انه مطر عايش ..دقوا الباب ولا بالمناوب في قسم العنايه يحاول انه يبطل الباب والا بجمهور المحبين لمطر يدفعه وهم يدورون بين الغرف عن حبيب غاب لهم فتره بسيط بس رجع .. غاب عنهم بس عاد وعادت الحياه معاه .. بدوا ينتشرون مثل ياللي يدور كنز غايب عنهم وياللي بيلقاه يكون غني مادى الحياه .......بدت الحياه تدب في اجساد من ساعات قليله اهكتها السباحه في بحور الحزان مشان يوصلون في النهايه لشطأن السعاده .. ياللي وصل لغرفه مطر كانت ساره لانها كانت تتبع قلبها ياللي كان دليلها انها توصله وتشوف اجمل ملاك في حياتها مرتمي في فراش الاعياء والمرض ..كان مطر شبه ميت .. بس هذا كله كان من تأثير البنج ياللي كان في مطر .. وصلت ساره كانت تبي ترتمي في حضن ابوها .. بس بوها كان نصه جبس ونصه الثاني حديد .. مسكت ساره يد ابوها بدت تبوس فيها مثل ياللي يذوق طعم السكر في هذي اليد .. بدت ساره تبوسها هيه تبكي بحراره لدرجه انه ميثا اتمت عند بنتها في الطرف اثاني تبوس يد مطر ياللي كان نايم .. بدى الكل يشوف هذا المنظر ويبكي .. بدت ساره تنادي بابوها .. وميثا تحمد الله عيوها غرقانه بالدمع ياللي موب مصدقه انه مطر عاد للحياه بعد موتته في عالمها .. بدت ميثا مثل ياللي ترجع له الروح على كل قبله تقبلها ليد مطر وشفايفها تلتمس في جلد مطر مشان تاخذ من لمسته حياه انحرمت منها ..بدت ميثا تبكي ويهيه تحضن يد مطر بين يدينها ياللي توقعت انه ما راح تلمس يد مطر الدافيه .. ما راحت تلمس غير بقايا انسان ..رجعت ميثا وحضنت يد مطر بخدودها لدرجه انه مطر حس بحراره الدمع ياللي نزل من عيون انسانه حبها .. بدى يخوز من جسده المنهك اثار المنوم مشان يعلن لمطر ببدايه احلى المفاجأت .. بدى مطر يسمع صوت يترنن في قلبه كل مو وصل لاذنه ....بدى يسمع كلمه تترنن في قلبه وتحتار هاي الكلمه في شرايينه .. هذي الكلمه لا من ميثا ولا خليفه .. ولا من اي انسان ثاني ..هذي الكلمه من انسانه يحبها من خاطره ..بدى مطر يفتح عيونه من عالم النايمين لعالم الواقع مشان يشوف نظر عيونه ودلوعته ساره تحظن يده وهيه بتكي عليه وهيه تنادي باسمه .. ساره تناديه .. تنطق الكلمه ياللي طول عمره تمناها ..بدى مطر يفتح عيونه وهو يقول في خاطره انه هذا تأثير الادويه ..بس لا ..ما كان تاثير الادويه ..كانت كلمات ساره ياللي يسمعها ..كان صوتها التعبان بعد ما تنطقت .. فتح مطر عيونه ولا ميثا على يساره تحظن يده بيديها الدافيات .. بدى يشوف ساره تحظن يدها الثانيه هيه تناديه يا "بويه يا بويه" بدى يشوف شوق فوق ساره تمح دموعها ..بدى يشوف شوق تمسح دموع الفرح ياللي ما قد شافها مطر في حياته ..بدى يشوف خليفه على الباب يحظن شخص ما يعرفه وهو يبكي .. ما صدق انه كل هذا يستوي في هذيج اللحظه ..ولا بالمفاجاه انه شوق تصرخ ..
شوق هيه من الفرحه تمسح دموعها ..: ساره ..ميثا ..مطر بطل عيونه .. مطر بطل عيونه ..مطر عايش ..مطر عايش ..
وقامت ميثا مثل ياللي رجعت الروح لجسدها اليمت من ساعات وتفز من كانها وهيه تحضن مطر بكل حنان .. ولا بساره بنفسه الحركه تنطق بالكلمه ياللي عاده الحياه لمطر ياللي كان على السرير متسامحك اللهر يشوف ساره الزعلانه من ايام ترجع تحظنه ..تحضنه مشان يلامس جسده جسدها ياللي سنين انحرم من لمسه .. حظنته ابنته وهيه تردد كلمه قالتها بهمس في اذنه..ردتت كلمه حتى ولو صوتها تعبان كانت مثل الدوا والبلسم في جسده .. بدت ساره تردد .."فديتك يا بوي ..رجعت لنا .. فديتك يا بوي لاترحل عنا .. احبككككككككككككككككككككككككككك مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
ووت .. فيني ولا فيك يا بويه .."
رجعت الحياه لكل من ميثا وساره .. لخليفه ولشوق .. عادت البسمه لفارس ياللي ما كان متوقع انه ساره بتتكلم يوم بتحس بحزن ابوها .. بدى خليفه يحضن فارس هوه يقول له ابوي عايش يا اخوي ..ابوي عايش يا صاحبي .. ابوي حي ..ابوي حي ............
بدى الكل يفرح .. والكل يتمنى انه هذي اللحظه ما تنتهي .. الكل عاش لحظه الم . صفحه ملتها الاحزان .. صفحه ملتها الالم .. بس ياللي كان سببها .. وقع عليها بانه ما سافر بعده ..انه موجود .. يعيش وبيكون معاهم على الحلوه والمره لين نهايه يومه ......
يا ترا ايش ياللي صار على مطر .. وايش حيصير على شوق وولدها ياللي تلاقت عيونهم ...
فيه اشياء بعدنا ما انتهينا منها .. وحنعرفها في الاجزاء الجايه ..
تحياتي لكم ..